أعلن قادة مجموعة بريكس الخميس انضمام ست دول جديدة، اعتبارًا من العام المقبل إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة، التي تضم أكبر التكتلات السكانية، وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
واتفقت دول بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية في جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارًا من الأول من يناير/ كانون الثاني.
"حدث تاريخي"
بدوره، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تعد بلاده الأقوى في مجموعة الدول غير الغربية التي تمثل ربع اقتصاد العالم: إن "توسيع العضوية هذا حدث تاريخي".
وأضاف أن "التوسع يعد أيضًا نقطة انطلاق جديدة للتعاون بالنسبة لبريكس. فهو سيمنح آلية تعاون بريكس قوة جديدة وسيعزز قوة الدفع باتجاه السلام والتنمية في العالم".
وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بما وصفه بأنه "لحظة عظيمة" لبلاده. وقال على منصة "إكس": "إن إثيوبيا مستعدة للتعاون مع الجميع من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر".
وفي إيران، وصف المستشار الرئاسي محمد جمشيدي هذه الخطوة بأنها "تطور تاريخي ونجاح إستراتيجي" لسياسة طهران الخارجية.
وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد على منصة "إكس": "نقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة. ونتطلع إلى العمل معًا من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم".
تأسست سنة 2009.. تعرفوا على مجموعة بريكس pic.twitter.com/s78MkiguIp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 22, 2023
من جانبه، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الخميس، أن المملكة تتطلع إلى المزيد من التعاون مع دول بريكس.
وأضاف أمام قمة بريكس أن المملكة تتطلع إلى تطوير هذا التعاون لخلق فرص تنموية واقتصادية جديدة والارتقاء بالعلاقات إلى المستوى المنشود.
وتابع أن السعودية ستظل أيضًا مصدرًا موثوقًا للطاقة ولديها الأدوات اللازمة للحفاظ على استقرار أسواق الطاقة.
وفي بيان بعد دعوة مجموعة بريكس لمصر بالانضمام إلى عضويتها، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "بلاده تتطلع للعمل على "إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية".
وأضاف السيسي "أثمن إعلان تجمع بريكس دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارًا من يناير 2024 ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة".
روسيا "شريك يعتمد عليه" لإفريقيا
من ناحيته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام قمة بريكس في جنوب إفريقيا، أن موسكو تنوي توطيد علاقاتها بالدول الإفريقية وإنها ستظل شريكًا يُعتمد عليه في إمدادات الغذاء والوقود.
وأضاف في كلمة عبر رابط فيديو أن روسيا مهتمة بتطوير "علاقات متعددة الأوجه" مع إفريقيا التي تأثرت بارتفاع أسعار الوقود والغذاء نتيجة الصراع في أوكرانيا.
وأدى انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود في يوليو/ تموز إلى ارتفاع أسعارها، مما أضر بشدة بالعديد من الدول الإفريقية. وروسيا وأوكرانيا من أكبر مُصدري الحبوب في العالم.
وذكر بوتين أيضًا أن روسيا لديها أكثر من 30 مشروعًا للطاقة في دول إفريقية، مشيرًا إلى أن إمدادات الوقود الروسية ستساعد الحكومات الإفريقية في احتواء ارتفاع الأسعار.
وقال الرئيس الروسي: "على مدى العامين الماضيين، زادت صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى أفريقيا 2.6 مرة".
وأضاف أن التحول العالمي إلى اقتصاد صديق أكثر للبيئة وأقل انبعاثًا للكربون يجب أن يكون "تدريجيًا ومتوازنًا ومدروسًا بعناية" في ظل التوقعات بزيادة النمو السكاني في العالم والطلب على الطاقة.
واستهدف بوتين في تصريحاته اليوم الخميس القوى الغربية الاستعمارية السابقة وتبنيها لما أسماه "الليبرالية الجديدة" التي قال إنها تشكل تهديدًا للقيم التقليدية في الدول النامية ولبزوغ عالم متعدد الأقطاب لا تكون فيه الهيمنة لبلد أو تكتل بمفرده.
إلى ذلك، هيمنت الدعوات الرامية إلى توسيع مجموعة بريكس على جدول أعمال قمتها التي استمرت ثلاثة أيام، وكشفت عن الانقسامات بين الكتلة بشأن وتيرة ومعايير قبول أعضاء جدد.
لكن رامابوزا قال إن المجموعة التي تتخذ قراراتها بالإجماع، اتفقت على "المبادئ التوجيهية لعملية توسيع بريكس ومعاييرها وإجراءاتها".
وتقدم ما يقرب من عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة.
ويشارك نحو 50 رئيس دولة وحكومة آخرين في القمة التي تختتم الخميس، وهو ما يؤكد أن رسالتها تحظى بقبول واسع وفق قادة بريكس.
ما أهمية انضمام دول جديدة للبريكس؟
وفي هذا الإطار، يشير عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وأستاذ في القانون الدولي أيمن سلامة، إلى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تحدث عن أن بانضمام الدول الجديدة سيرتفع حجم التأثير وحجم التكتل الاقتصادي والتأثير في المنظومة الاقتصادية العالمية من 31% إلى 37%، لأنه كان هناك معايير لانضمام هذه الدول التي أجمع عليها.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة القاهرة، أنه كانت هناك أيضًا مداولات ومشاورات حثيثة على مدار ما يقرب من عام لتحديد وتقييم الدول التي يمكن أن تنضم، ويكون لها ملامح وخصائص وركائز اقتصادية في المقام الأول للدول الخمسة الأصلية المكونة للبريكس.
ويتابع سلامة أن من شأن هذا التأثير والزخم الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن يفضي إلى أن يكون هناك تجمع اقتصادي عالمي جنوبي لدول الجنوب للدول النامية، يناهز إن لم يكن يتجاوز الرقم الذي يؤثر في الدول الصناعية السبع الكبرى في الاقتصاد العالمي.
ويردف سلامة أن هذا التجمع الآن نستطيع أن نتحدث ولأول مرة أنه ربما يكون هناك نظام اقتصادي عالمي جديد.
ويردف أن أرقام تجمع البريكس بانضمام هذه الدول الجديدة للعضوية في يناير 2024 ستكون مختلفة، كما أن التفاعلات الاقتصادية والتكتلات الاقتصادية ستكون مختلفة أيضًا.