الأحد 29 Sep / September 2024

سخرت منها روسيا.. جدل في السويد بعد تصريحات عن الاستعداد للحرب

سخرت منها روسيا.. جدل في السويد بعد تصريحات عن الاستعداد للحرب

شارك القصة

قائد القوات الأعلى المسلحة في السويد
قائد القوات الأعلى المسلحة في السويد اعتبر أن حرب أوكرانيا مجرد مرحلة- غيتي
تثير دعوات سياسية في السويد للاستعداد للحرب موجة من الجدل والقلق في الشارع المحلي، وسط سخرية روسية من تصريحات المسؤولين في ستوكهولم.

أدت دعوات أطلقها الجيش والحكومة في السويد بالاستعداد للحرب إلى جدل حاد في البلاد وتصاعد لموجات من التسوق الاحتياطي وتنامي القلق بين الأطفال، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" اليوم السبت. 

وترسل السويد بانتظام قوات لعمليات حفظ السلام، لكن البلد المرشح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي منذ مايو/ أيار 2022، لم يشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون، ومعظم السويديين لا يعرفون أي شيء عن الحرب.

وبالإضافة إلى ترشحها للناتو، وقعت السويد اتفاقًا في بداية ديسمبر/ كانون الأول، يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.

"يجب أن يستعدوا"

وقال وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين في مؤتمر حول الدفاع يوم الأحد الماضي: "قد تحدث حرب في السويد"، محذرًا من أي تراخٍ في هذا المجال.

ثم عاد القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن ليطرح الفكرة نفسها، وعرض منازل محترقة ومدمرة بالقصف في أوكرانيا. وسأل: "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟"، مؤكدًا أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط.

واعتبر بيدن أن "حرب روسيا ضد أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفًا نهائيًا، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة".

وأضاف قائد الجيش أن السويديين "يجب أن يستعدوا نفسيًا للحرب".

وزير الدفاع السويدي في زيارة سابقة للرئيس الأوكراني
وزير الدفاع السويدي في زيارة سابقة للرئيس الأوكراني- إكس

ردود "سخيفة"

وبعد هذه التصريحات التي حظيت بتعليقات واسعة، أشارت المنظمة غير الحكومية "بريس" التي تعنى بحقوق الأطفال إلى أنها سجلت زيادة كبيرة في عدد الاتصالات الهاتفية بخط الطوارئ الخاص بها، من جانب أطفال قلقين من احتمالات الحرب.

كما تحدث عدد من مجموعات المتاجر عن زيادة في مشتريات سلع مثل أجهزة لاسلكي للطوارئ، والصفائح ومواقد التخييم.

إلى ذلك، أثارت التصريحات جدلًا حادًا حول طبيعتها المثيرة للقلق، وقالت ماغدالينا أندرسون، زعيمة الحزب الديموقراطي الاشتراكي، ورئيسة الوزراء السابقة إن "الوضع خطير لكن من المهم أيضًا أن نوضح أن الحرب ليست على الأبواب".

يشارك الجيش السويدي باستمرار ضمن عمليات حفظ السلام الدولية-
يشارك الجيش السويدي باستمرار ضمن عمليات حفظ السلام الدولية- إكس

وبعتقد المعلق غوران غرايدر الذي يميل إلى اليسار، أن تصريحات الجيش ناجمة عن "رغبة متكتمة باختبار القوات القتالية السويدية".

لكن في مقالته الافتتاحية لصحيفة "داغينس نيهيتر"، اعتبر أن الرسالة الحقيقية هي على الأرجح "أعطونا المزيد من المال"، بينما أشارت الصحيفة نفسها إلى أن عددًا من الردود على الدعوة للاستعداد كانت "سخيفة"، ولكن من "الخطأ" التأكيد بأن وقوع حرب مستحيل.

"ربما يحلمون بالحرب"

من جهاتها، سخرت روسيا من التصريحات السويدية. وكتبت سفارتها في السويد على منصة إكس: "ربما يجب على القادة السويديين الكف عن دفع شعبهم إلى الرهاب"، فيما قال أليكسي بوشكوف عضو مجلس الشيوخ الروسي على تلغرام: "لدينا في بعض الأحيان انطباع بأن بعض الجنود، والصحافيين السويديين ربما يحلمون بالحرب".

ورأى مارك غاليوتي من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" (Royal United Services Institute) ان احتمال مهاجمة روسيا للسويد مبني على أساس ضعيف، مشككًا بهذا السيناريو.

وقال لوكالة "فرانس برس": "أفهم أن على الجيش أن يفكر في أسوأ السيناريوهات، وقد أظهرت روسيا أنها أكثر عدوانية مما كان متوقعًا". 

لكنه أشار إلى عدد من العوامل التي تجعل فرضية الهجوم الروسي غير مرجحة على حد قوله، من بينها خصوصًا أن "الجيش الروسي، أو على الأقل القوات البرية بالتحديد أضعفت" بسبب الحرب في أوكرانيا، التي يعتقد الخبير بأنها تحتل مكانة خاصة في رؤية فلاديمير بوتين لروسيا، التي من ناحية أخرى لم تبدِ أي رغبة في مهاجمة دول البلطيق.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close