الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

قلّل من تأثير العقوبات على بلاده.. بوتين يتعهد بالانتصار في أوكرانيا

قلّل من تأثير العقوبات على بلاده.. بوتين يتعهد بالانتصار في أوكرانيا

شارك القصة

فلاديمير بوتين
يأتي الحديث التلفزيوني لبوتين في وقت تبدو أوكرانيا في أسوأ وضع منذ بدء الحرب بعدما فشل هجومها المضاد الصيفي- رويترز
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جيشه يحسن مواقعه على كامل خط المواجهة تقريبًا في الهجوم على أوكرانيا.

أظهر الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي طويل الخميس بعد أسبوع من إعلان نيته خوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ثقته مجددًا في انتصار روسيا في أوكرانيا.

وبدا بوتين (71 عامًا) في المؤتمر الصحافي مرتاحًا ومتسلحًا بالصعوبات الأخيرة لكييف في أرض المعركة. وقلل من أهمية العقوبات الغربية المفروضة على بلاده وأعاد التأكيد على أهدافه في أوكرانيا.

وقال في أول مؤتمر صحافي سنوي له منذ إعلان حربه على أوكرانيا في فبراير / شباط العام الماضي: "سيكون هناك سلام عندما نحقق أهدافنا".

وأشار إلى أن تلك الأهداف "لا تتغير. سأذكركم بما تحدثنا عنه: استئصال النازيّة ونزع سلاح أوكرانيا وحيادها"، مؤكدًا أن جيشه "يحسن مواقعه على كامل خط المواجهة تقريبًا".

ويأتي الحديث التلفزيوني لبوتين في وقت تبدو أوكرانيا في أسوأ وضع منذ بدء الحرب، بعدما فشل هجومها المضاد الصيفي في تحقيق تقدم يذكر فيما يتلاشى الدعم الغربي لكييف بسبب تململ بعض المشرعين الأميركيين واحتكاكات مع الاتحاد الأوروبي.

وأشار بوتين على ما يبدو لتلك النقاط مؤكدًا أن ما يقرب من عامين من العقوبات الغربية والعزلة الدولية لم تلحق أضرارًا تذكر باقتصاد روسيا أو معنوياتها، وقال: "هناك ما يكفينا ليس فقط للشعور بالثقة، بل للمضي قدمًا".

وترددت أصداء الحرب الروسية في أوكرانيا في القاعة الكبيرة التي تستضيف اللقاء بوسط موسكو، حيث اجتاز مئات الصحافيين أربع نقاط تفتيش للشرطة للاستماع إلى بوتين.

وكشفت روسيا عن إسقاط تسع مسيّرات أوكرانيا كانت متجهة إلى موسكو قبل ساعات على بدء المؤتمر الصحافي لبوتين.

وأعلنت أوكرانيا من جهتها إسقاط 41 من 42 مسيرة إيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية على مدينة أوديسا جنوب البلاد، في هجوم تسبب بجرح 11 شخصًا.

ولم يُعقد اللقاء الصحافي لبوتين في نهاية 2022 في وقت مُني الجيش الروسي بإخفافات في الهجوم العسكري وفيما تمكنت أوكرانيا من صدّ هجوم الكرملين على كييف ومن ثم استعادة مناطق في الشرق والجنوب.

وفاجأت المقاومة القوية التي أبدتها أوكرانيا والدعم من حلفائها المراقبين في أنحاء العالم وفي موسكو حيث توقع كثيرون سقوط كييف خلال أيام.

لكن بعد عامين تقريبًا على هجومه المتواصل، يشعر بوتين بأنه حظوظه تتحسن.

إشكالية أوكرانيا مع المجر

وتزامن اللقاء الصحافي وحوار بوتين مع المواطنين مع قمة حاسمة في بروكسل أملت من خلالها أوكرانيا ضمان مسار واضح للعضوية في الاتحاد الأوروبي.

لكن تلك التطلعات عرقلها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حليف بوتين الذي أثار توترًا في كل من كييف وبروكسل بمعارضته انضمام أوكرانيا.

وأكد أوربان موقفه الخميس قبل انطلاق المحادثات الرسمية في بروكسل، وقال للصحافيين إن أوكرانيا لم تستوف بعد معايير "الجدارة" الضرورية للانضمام للتكتل المكون من 27 دولة.

وقال أوربان: "لا يوجد سبب لمناقشة أي شيء نظرًا لعدم استيفاء الشروط المسبقة".

ستولتنبرغ يحذر

ودفعت استعادة القوة العسكرية الروسية الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس للتحذير من أن بوتين يمكن أن يهاجم دولًا أخرى إذا تراجع الدعم العسكري الغربي لكييف.

وقال ستولتنبرغ في بروكسل "إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فهناك خطر حقيقي من عدم توقف عدوانه عند هذا الحد".

وأضاف: "دعمنا ليس صدقة بل هو استثمار في أمننا".

وكانت ثقة بوتين تعززت بعد فشل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة إلى واشنطن هذا الأسبوع في التغلب على المعارضة الجمهورية في الكونغرس لحزمة مساعدات جديدة بقيم 60 مليار دولار.

تجنيد إضافي للقوات الروسية

في المقابل صمد الاقتصاد الروسي أمام العقوبات الغربية الهادفة لعزل روسيا وإن كان صمود الاقتصاد على المدى البعيد غير مضمون.

ولا تزال موسكو قادرة على مواصلة مجهودها الحربي من خلال عائدات النفط وهو ما ناقشه بوتين خلال زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حيث استُقبل بحفاوة.

ومن غير المرجح أن تضطر حملة بوتين الانتخابية التي انطلقت الأسبوع الماضي، لتناول التكلفة الاقتصادية والبشرية الحقيقية للهجوم.

وكانت أكبر التحديات التي واجهته منذ بدء العملية موجة احتجاجات خرجت ردًا على استدعاء للتجنيد العسكري نظمه الكرملين في صيف 2022.

وأثارت تلك الدعوة ذعرًا في صفوف الرجال في سن التجنيد دفع بعشرات الآلاف منهم للفرار إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ودول مجاورة مثل تركيا.

وقال بوتين الخميس إن روسيا "جندت" 486000 شخص في القوات المسلحة مضيفة 1500 شخص يوميًا. وأضاف: "حتى الآن ليست هناك حاجة لتعبئة جديدة".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close