منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بات احتجاج أي موظف في دولة غربية على إسرائيل، أو إبداؤه دعمًا ولو بسيطًا للقضية الفلسطينية والمقاومة في غزة، سببًا كافيًا لأن يكون عرضة للضرر بدءًا من تصنيفه وليس انتهاءً بفصله تمامًا من العمل، وهو ما حدث مع كثيرين، آخرهم موظف في شركة "غوغل" الأميركية.
عريضة تدعو "غوغل" لسحب دعمها لإسرائيل
بدأت القصة في 29 فبراير/ شباط، حين وقَّع أكثر من 600 موظف في شركة "غوغل" على عريضة وجهت للشركة، تطالبها بسحب دعمها لمؤتمر "مايند ذا تيك" الذي أقيم في نيويورك لدعم صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية.
لكن شركة "غوغل"، تجاهلت عريضة الموظفين التي جمعتها حملة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري.
وفي يوم الفعالية، تظاهرت مجموعة ناشطين خارج قاعة الحدث بعد طردهم منها، ورفعوا لافتات تدين استخدام التكنولوجيا المطورة في التعاون مع إسرائيل، خاصة خلال الحرب وفي عمليات القصف المتعمّد للمدنيين والمعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج التجسس، ووقّع مئات التقنيين عريضة لرفضهم هذه الشراكات.
مهندس يرفض بناء تكنولوجيا تدعم الإبادة
ولم يقتصر الاحتجاج على شركة "غوغل" على من هم خارج القاعة، فخلال عرض تقديمي لأحد المسؤولين التنفيذيين في فرعِ "غوغل" في إسرائيل، وقف أحد مهندسي "غوغل كلاود" وبدأ يصرخ قائلاً: "أنا أرفض بناء تكنولوجيا تدعم الإبادة الجماعية أو المراقبة"، وبذلك انتقد الموظف على وجه التحديد مشروع "نيمبوس" وهو اتفاق بقيمة مليار ومئتي مليون دولار مع "غوغل" و"أمازون" لتزويد إسرائيل وجيشها بخدمات السحابة والحوسبة.
وواجهت شركة "غوغل" انتقادات لفصلها الموظف الذي عارض علاقات الشركة مع إسرائيل، ما أثار مخاوف بشأن حرية التعبير وتواطؤ الشركة مع ما ترتكبه إسرائيل في حق الفلسطينيين.
ومنظمة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري"، هي منظمة مناهضة لمشروع نيمبوس، نشرت بيانًا بشأن طرد المهندس، رأت فيه أنَّ أهداف "غوغل" واضحة، فالشركة تحاول إسكات الموظفين لإخفاء إخفاقاتها الأخلاقية.
وأضافت: "بصفته مهندس برمجيات سحابية في مجال التكنولوجيا الحيوية التي تدعم مشروع نيمبوس، تحدّث من مكان يشعر فيه بقلق شخصي عميق تجاه التأثيرات المباشرة والعنيفة لعمله.
شجاعة تفوق كل شخص
كما شهدت منصّات التواصل الاجتماعي أيضًا انتقادات عديدة للشركة. وتقول المدونة بورني: "إنَّ الأمر يتطلّب شجاعة للوقوف في غرفة مليئة بالأشخاص الذين تعلم أن كلماتك سيقابلونها بصيحات الاستهجان والتجاهل". وتضيف: "يتمتع هذا الشاب بشجاعة أكثر من أي شخص في تلك الغرفة".
أمّا أرييل كورين، فترى أن شركة "غوغل" تتمسك بالقشة في هذه المرحلة، وتضيف: "كل إنهاء خدمة، أو محاولة للرقابة، أو عمل انتقامي، يزيد من قوة الحركة المجتمعية الجماهيرية المعارضة لسياسة الشركة في دعم الاحتلال".
وقال أحمد كيراك: "إنه انتهاك للدستور أن يطرد موظّف من قاعة المؤتمرات بسبب شيء قاله، كما رأى أنّ طرد شركة "غوغل" لهذا المهندس الشاب هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية.