أعادت عائلة سورية بناء إمبراطوريتها من الشوكولاتة في كندا بعد لجوئها إليها، وتصدرت قصّتهم الاستثنائية وسائل إعلام عالمية وتحوّلت إلى فيلم وكتاب أيضًا.
فقد سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء مؤخرًا على قصة عائلة هدهد السورية، في تقرير مفصّل نشر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
أما قصة إمبراطورية الشوكولاتة، فبدأت مع عصام هدهد الذي كان قد أسس مصنعًا للحلويات في دمشق، تحوّل إلى مصنع شوكولاتة وظّف مئات العاملين وذاع صيت المكان حتى بات يشحن الشوكولاتة إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
البدء من جديد
لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب منذ عدّة سنوات، حيث لجأت العائلة إلى كندا منذ 7 أعوام بعد تدمير مصنع الشوكولاتة الذي تملكه في العاصمة السورية.
فقد وجدت عائلة هدهد نفسها في مدينة نوفا سكوشا المعروفة بأنها ذات معدّل شيخوخة عالٍ، وليست نابضة بالحياة الاقتصادية، إلا أن ذلك لم يمنع الأسرة السورية من إعادة بناء أعمالها تحت اسم "سلام عبر الشوكولاتة"، وذلك بمساعدة المجتمع المحلي الذي رحّب بالمهاجرين في المنطقة.
وفي ربيع عام 2021، وخلال ذروة وباء كورونا، افتتحت العائلة المتجر الرئيسي في هاليفاكس الذي شهد إقبالًا واسعًا دفع بالعائلة إلى افتتاح متجر آخر في المنطقة.
رسالة "سلام عبر الشوكولاتة"
ويعمل الآن نحو 75 شخصًا في "سلام عبر الشوكولاتة"، ويمكن أن يرتفع العدد بنحو 30 إلى 40 آخرين.
كما تباع منتجات الشركة في نحو ألف متجر في جميع أنحاء كندا، وذلك إثر إبرام العائلة صفقة مع سلسلة متاجر في البلاد، فيما تسعى من خلال تسليط الضوء على قصّتها إلى مواجهة الخطاب العدائي ضدّ اللاجئين فضلًا عن إظهار القيمة الاقتصادية للمهاجرين في كندا.
وكانت عائلة هدهد، قد تبرّعت بنحو 80% من أرباحها إلى الصليب الأحمر الكندي عام 2016 لمساعدة سكان مدينة فورت ماكموري في مقاطعة البرتا التي تشرّد 80% من سكانها بسبب حرائق الغابات.
هذه اللفتة دفعت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو للإشادة بمبادرة العائلة السورية، فقد قال ترودو حينها: "شكرًا لكم لكونكم مثالًا استثنائيًا للقوة والروح القيادية والالتزام الذي يأتي مع استقدام أشخاص جدد إلى كندا".
فيلم وكتاب
وتحوّلت قصّة عائلة هدهد إلى فيلم عرض عام 2021، بعنوان "سلام عبر الشوكولاتة" Peace by Chocolate، وأدى دور الأب عصام هدهد الفنان السوري الراحل حاتم علي إلى جانب عدد من الممثلين بينهم يارا صبري وأيهم أبو عمار.
وعرض هذا الفيلم بمهرجانات دولية عدّة، كذلك تم تحويل القصة التي تصدّرت وسائل إعلام عالمية إلى كتاب يحمل الاسم ذاته "سلام عبر الشوكولاتة" عام 2020.
