فارق الطفل نيلسون الصغير الحياة إثر سقوطه من منحدر جبلي في اليمن، فهرب والده من حزنه وخلّد ذكرى طفله ببناء سور يحمي الأطفال من مواجهة المصير نفسه.
وخرج نيلسون البالغ من العمر 6 سنوات للتنزه مع عائلته في مدينة تعز باليمن بعد يوم ممطر، لكنه سقط من منحدر جبلي. ودخل على إثرها في غيبوبة وظلّ يصارع للبقاء في العناية المركزة في مستشفى الثورة بتعز، وكان أمل والده وعائلته كبيرًا في شفائه.
وقال نائف الوافي والد الطفل نيلسون: "إن ابنه طلب منه أن يمسك الخاتم والساعة حتى يغسل يديه وطلب منه ببرود أن يضعهم فوق المغسلة".
لم يستطع "نيلسون الرعيب" كما يُلقبه والده الصمود أكثر. وفارقت روحه الحياة متأثرًا بإصابته بعد يومين، قبل أن ينهي الأسبوع الأول من عامه الدراسي الحالي، مخلفًا وراءه أحلامًا كبيرة بأن يصبح بطلًا يومًا ما ويتسلم راتبًا يفوق 7000 دولار ليبني بيتًا جميلًا لوالدته، ويوزع ما تبقى من أمواله على أصدقائه وخاصة صديقه المفضل في المدرسة غيث.
ورغم هول الفاجعة، لم تستسلم عائلته للحزن. وإثر الانتهاء من العزاء قرر والده نائف الوافي بناء سور في المكان الذي سقط منه ابنه لحماية الأطفال حتى لا يواجهوا نفس مصيره. وقد ساعده في ذلك أهله وأصدقاؤه.
وقال والد نيلسون: "إن المكان خطير على الكثير من الأطفال ولذلك هروبًا من الحزن قمنا ببناء جدار لمنع سقوط ضحايا من الأطفال في ذلك المكان".
وأضاف الوافي: "لا أتمنى أن يصل الألم إلى فؤاد أم أخرى أو أب آخر. أتمنى لهم السلامة".
وأنهت العائلة المراحل الأولى من البناء وتواصل العمل على صب أرضية السلم الحجري، آملة بأن يساهم السور الذي أطلق عليه اسم "سور نيلسون العظيم" في حماية الأطفال.