Skip to main content

سيارة الإنسان الأولى.. تعرّفوا إلى تاريخ الأحذية عبر العصور

الخميس 12 سبتمبر 2024
تُعتبر الأحذية جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان- غيتي

تُعتبر الأحذية جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث توفّر الراحة والحماية للقدمين في الحركة والمشي.

وتُعتبر الأحذية بمثابة السيارة الأولى للإنسان، حيث تم تصميمها على مرّ العصور لتتكيف مع الاحتياجات اليومية والمتغيّرات الاجتماعية والاقتصادية.

وتعود أقدم الأحذية المكتشفة إلى حوالي 8000 قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف بعض الأحذية البسيطة في الكهوف.

وعلى مر العصور، تمّ تطوير تقنيات جديدة لصنع الأحذية باستخدام مواد جديدة، مثل الجلود الصلبة والمرنة والنسيج المزخرف. وأصبحت الأحذية أكثر تعقيدًا وتفصيلًا وفرادة، ما يعكس الثقافات والموضة المتغيّرة عبر الزمن.

ورصد موقع "هيستوري فاكتس" (historyfacts) تاريخ الأحذية عبر العصور.

1- الأحذية الأولى

يُقدّر علماء الأنثروبولوجيا أنّ البشر بدأوا لأول مرة بارتداء شكل من أشكال غطاء القدم القوي منذ 40 ألف سنة على الأقل، بناءً على التغيرات في عظام أصابع القدم.

وأقدم زوج من الأحذية القديمة، هو ما يُشار إليه باسم صنادل "فورت روك"، وهي صنادل منسوجة من لحاء الميرمية صنعها السكان الأصليون في ما يُعرف الآن بجنوب شرق ولاية أوريغون وشمال نيفادا منذ حوالي 10200 إلى 9300 عام.

وصُنعت أشكال مماثلة من هذه الصنادل بواسطة قبائل كلاماث حتى القرن العشرين.

أما بالنسبة للأحذية المغلقة بالكامل، فقد اكتشف علماء الآثار خلال عملية حفر في كهف أرمني عام 2010، أقدم حذاء جلدي في العالم، مصنوع من جلد البقر المدبوغ ويعود تاريخه إلى 5500 عام.

وبصرف النظر عن كون الحذاء مصنوعًا من مادة حديثة مألوفة، تمّ ربطه على منتصف القدم.

وعلّق المصمم الشهير مانولو بلانيك قائلاً: "من المدهش مدى تشابه هذا الحذاء مع الحذاء الحديث".

2- من الصنادل إلى الأحذية ذات المقدمة المدبّبة

في جميع أنحاء العصور القديمة، تم إجراء تحسينات على الأحذية باستخدام مواد جديدة. وكانت الصنادل التي تزيّن أقدام الملوك المصريين أنيقة، وتبدو مثل الأحذية ذات الكعب العالي، كما هو الحال مع أحذية جيتا اليابانية.

وظهرت صنادل القنب المبطّنة من الصين، وسافرت عبر طريق الحرير. بينما صُنعت الصنادل الرومانية بشكل أخف بنعال من الفلين. ويُقدّر أنّها كانت أول حذاء صُمّم وفقًا لشكل القدم وأصابع القدم، وأول حذاء يفرّق بين اليمين واليسار.

وبحلول عام 1305، أصدر الملك إدوارد الأول مرسومًا يُحدّد بأنّ البوصة يجب أن تُعادل ثلاث حبات شعير مجفّفة. وهذا المرسوم أصبح الأساس لتقدير حجم الأحذية الإنكليزية، حيث اجتاح هوس الموضة بالأحذية ذات المقدمة المدبّبة المبالغ فيها أوروبا في القرن الرابع عشر.

وكانت الأحذية المعروفة باسم بولين أو الكراكو، رمزًا للمكانة بالمعنى الحقيقي. وكلما زاد طول البولين، زاد انتشار الحذاء. ربما ليس من المستغرب أن يُنظر إلى البولين على أنّها مفعمة بالحيوية، وكان رجال الدين يحتقرونها باعتبارها "مخالب الشياطين".

بحلول عام 1463، أصدر الملك الإنكليزي إدوارد الرابع قانونًا يُحدّد طول إصبع القدم بـ2 بوصة (أو ستّ حبات شعير مجففة). وأدى هذا القانون، جنبًا إلى جنب مع تغيّرات الموضة، إلى تحوّل تفضيلات نمط الأحذية في أواخر القرن الخامس عشر نحو حذاء واسع المقدمة.

3- الكعب العالي

كان الكعب العالي في الأصل نوعًا من أحذية ركوب الخيل التي كان يرتديها الجيش الفارسي لعدة قرون. ولكن في عام 1599، عندما أرسل الشاه عباس الأول مبعوثًا دبلوماسيًا إلى بلاط إسبانيا وروسيا وألمانيا، انتشر الكعب بين النبلاء في جميع أنحاء أوروبا الغربية.

وكان تصميم الكعب غير العملي مؤشرًا على أسلوب حياة مرتديها.

في عام 1670، أصدر الملك الفرنسي لويس الرابع عشر مرسومًا ينصّ على أنّ الكعب العالي يجب أن يرتديه النبلاء فقط. ثمّ تغيّر نوع الأحذية ذات الكعب العالي خلال عصر التنوير في القرن الثامن عشر. وأصبح الكعب العالي رمزًا للترفيه ورمزًا غير رجولي. ومع اعتماد الرجال للكعب المنخفض، زاد ارتفاع الكعب لدى النساء. وبالنسبة للنساء، كان +الهدف من الكعب العالي إخفاء القدم تحت الفستان، كي تبدو القدمان أصغر حجمًا وأكثر أناقة.

4- أحذية عملية لكلّ الاستخدامات

غيّرت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر مسار تصميم الأحذية ووظيفتها. وقامت المصانع بتسريع عملية التصنيع، وسمحت آلات الخياطة بمزيد من أعمال التطريز والقماش، كما سمحت العمليات الجديدة والأصباغ باستخدام مجموعة أكبر من المواد في صناعة الأحذية.

وعام 1856، تأسّست شركة المطاط البريطانية الشمالية "الآن هنتر"، وبدأت بصنع نسخ مطاطية من أحذية "ويلينغتون" التي كانت مُقاومة للماء بشكل كبير.

وظهرت الأحذية ذات الكعب العالي كأحذية نسائية عصرية في سبعينيات القرن التاسع عشر.

وشهد القرن العشرون إنشاء ماركات وأنماط الأحذية التي أصبحت من العناصر الأساسية اليوم، والعديد منها مخصّص في الأصل لرياضات معينة.

وعام 1916، صنعت شركة المطاط الأميركية أحذية "كيدز" من القماش والنعال المطاطية، وسرعان ما تم تسويقها للاعبي التنس.

وفي العام التالي، تمّ تصنيع "The Converse All Star" للاعبي كرة السلة. وقامت شركة "B.F. Goodrich" بتعيين جاك بورسيل لتصميم حذاء يحمل الإسم نفسه لتنس الريشة، وهو التصميم الذي استحوذت عليه شركة "Converse" عام 1972.

وعام 1935، صمّم بول سبيري حذاء "Sperry Top-Sider". ونمت شركة "أديداس" كشركة لأحذية كرة القدم في الخمسينيات، بينما نمت شركة "نايكي" (Nike) كشركة متخصّصة في تصنيع أحذية الجري عام 1964.

كما اكتسبت أحذية "كروكس" المثيرة للجدل، مكانها في التاريخ منذ بدايتها عام 2002.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة