الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

الكعب العالي للرجال والوردي للأولاد الذكور.. "غرائب" تاريخية عن الموضة

الكعب العالي للرجال والوردي للأولاد الذكور.. "غرائب" تاريخية عن الموضة

شارك القصة

حظيت بعض أنماط الموضة بشعبية كبيرة عبر التاريخ رغم غرابتها
حظيت بعض أنماط الموضة بشعبية كبيرة عبر التاريخ رغم غرابتها - غيتي
رغم غرابة بعض أنماط الموضة، إلا أنّها حظيت بشعبية كبيرة عبر التاريخ، حيث تمّ اعتمادها لعصور طويلة، إلى أن تغيرت الاتجاهات، فاختلفت الاستخدامات.

غالبًا ما ننظر إلى اتجاهات الموضة عبر التاريخ باستغراب، ونسخر من الجنون المفرط الذي اختبره أسلافنا. ففي بعض الأحيان قد لا تكون أنماط الموضة منطقية في البداية، إلى أن يتم استخدامها وتوظيفها لأهداف أفضل.

ورغم غرابة بعض أنماط الموضة، إلا أنّها حظيت بشعبية كبيرة عبر التاريخ، حيث تم اعتمادها لعصور طويلة، إلى أن تغيرت الاتجاهات، فاختلفت الاستخدامات.

هل تعلم مثلاً أنّ الرجال كانوا أول من استخدم الأحذية ذات الكعب العالي في التاريخ؟ وهل تعرف أنّ اللون الوردي كان مخصّصًا في البداية للأطفال الذكور، فيما الأزرق للفتيات؟  

عمومًا، يستعرض هذا التقرير مجموعة من الحقائق التاريخية الغريبة عن الموضة، وفقًا لرصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com).

حلق اللحى

في نهاية القرن السابع عشر، ذهب قيصر روسيا بطرس الأكبر إلى أوروبا في جولة سرية، بهدف إجراء بعض التغييرات الجادة، منها تحديث الجيش والقوات البحرية، وتمكين روسيا من التحوّل إلى قوة حقيقية في العالم يمكنها الدفاع عن نفسها.

 ولاحظ أن الأوروبيين كانوا في الغالب بلا لحى، وأنّه عليه تقليدهم حتى في هذا الاتجاه. وعند عودته إلى بلاده، دعا القيصر المحكمة الروسية إلى اجتماع قام خلاله بحلق لحى الموجودين. ثم أمرّ جميع الرجال بحلق لحاهم باستثناء الفلاحين ورجال الدين.

لكن رجال الدين اعتبروا أنه يجب السماح للجميع بالحفاظ على لحاهم لأسباب دينية. وبينما رفض القيصر التراجع عن قراره تمامًا، وافق على السماح للناس بالاحتفاظ بلحاهم مقابل دفع ضريبة تتراوح بين كوبيكين اثنين (100 كوبيك تساوي روبل واحد) للطبقة الفقيرة و100 روبل للطبقة الغنية.

واستمرّ دفع الضريبة لحوالي خمسين عامًا بعد وفاة بطرس الأكبر.

الجزمات

يُعتبر ارتداء الجزمات أمرًا شائعًا في فصل الشتاء في معظم دول العالم. غير أنّه عبر التاريخ، كان لهذا النوع من الأحذية حضور حتى في فصل الصيف.

وتشير الكتب والسجلات التاريخية، إلى أنّ الجزمات كانت من أهم اتجاهات الموضة التاريخية الغربية، وكانت ضخمة لحماية أقدام الناس من روث الخيول التي كانت وسيلة النقل الرئيسية في الشوارع.

الأحذية ذات الكعب العالي

يُعتبر الكعب العالي مرادفًا للأزياء النسائية. غير أن الشيء المثير للاهتمام هو أن تاريخ الكعب أكثر تعقيدًا، وعكس ما يعتقده الكثيرون.

في الحقيقة، لم تكن الأحذية ذات الكعب العالي مخصصة للنساء على الإطلاق، ولم يكن من المفترض أن تكون عصرية.

وبالفعل، يعود تاريخ استخدام الأحذية ذات الكعب العالي إلى القرن العاشر، عندما أدرك الجيش الفارسي أنه من الأفضل لراكبي الخيول ورامي السهام ارتداء أحذية بكعب عالٍ.

وبعد مئات السنين، في أوائل القرن السابع عشر، بدأت النساء بارتداء الكعب لأول مرة احتجاجًا على أنّ أحذية الرجال في ذلك الوقت كانت مريحة أكثر من أحذية النساء المسننة التي كانت رائجة آنذاك.

ملابس الأطفال

في العصر الحديث، يشعر الآباء بالقلق الشديد من الطريقة التي سينظر بها الآخرون إلى أطفالهم، وكذلك كيف سيؤثر ارتداء ملابس أطفالهم ومعاملتهم على نموهم اللاواعي.

ولذلك عادة ما يلتزم الآباء بألوان الملابس التي تراعي نوع الجنس.

لكن، حتى أوائل القرن العشرين، كان لا يزال من الشائع إلى حد ما ألا يهتم الآباء كثيرًا بالملابس التي يرتديها أطفالهم. وقد اختار العديد منهم الملابس المحايدة بين الجنسين والتي يسهل ارتداؤها.

وكان الأمر شائعًا حتى بين الأغنياء وذوي السلطة، حيث يمكنك العثور على صور من طفولة فرانكلين ديلانو روزفلت، مرتديًا ما يُشبه إلى حد كبير فستان طفلة.

وعلى نقيض ما هو متعارف عليه اليوم، فحتى أربعينيات القرن الماضي، كان اللون الوردي لونًا للأولاد الذكور، والأزرق للفتيات الصغيرات.

الياقات المكشكشة الفاخرة

شكّلت الكشكشة الفاخرة حقبة من الملابس في نهاية القرن الثامن عشر. ولم يكن الأمر يقتصر على النساء فقط، إذ إنّ الرجال أيضًا كانوا يرتدون ياقات مكشكشة.

ويعود تاريخ اختراع الياقات المكشكشة، عن طريق الصدفة في القرن السادس عشر، حيث كان من الشائع أن يرتدي الناس طبقات من الملابس فوق بعضها البعض.

ومع مرور الوقت، أدرك الناس أيضًا أنها طريقة رائعة لمسح وجوههم، في عالم خالٍ من جميع المناديل التي تستخدم لمرة واحدة.

الشعر المستعار

كان الشعر المستعار سمة مميّزة لنخبة المجتمع في الحقبة الاستعمارية للعالم الغربي.

لكن ما لا تظهره لنا الصور من التاريخ، هو حالة القرف والاشمئزاز الذي كان يثيره الشعر المستعار. فقد كانت مصدرًا للأمراض والقمل.

وما زاد الطين بلة أن الشعر المستعار كان مصنوعًا من شعر الماعز أو الحصان، ولم يتم تنظيفه بشكل صحيح في كثير من الأحيان، بحيث كانت رائحته مقزّزة جدًا.

واقي الأعضاء التناسلية

كان واقي الأعضاء التناسلية  قطعة أزياء مهمة للملابس الأوروبية خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وكان الملوك يرتدون لباسًا ضيّقًا وقطعة قماش مثلثة تغطي الأعضاء التناسلية للرجال، ورداءً فوقه.

وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بدأت هذه الموضة تنتشر مع انتشار مرض الزهري، باعتبارها طريقة مثالية لإخفاء أعراض مرض الزهري، والتي يكاد يكون من المستحيل إخفاؤها إذا كنت ترتدي لباسًا ضيقًا.

السترات الجلدية

للسترة الجلدية تاريخ طويل في الموضة. على مرّ السنين، تحوّلت من ثوب متين نادرًا ما يحتاج إلى التنظيف، إلى موضة شائعة لراكبي الدراجات النارية الذين ارتبط بعضهم بالعصابات الإجرامية، قبل أن يصبح دليلًا على تمرّد المراهقين.

ربطات العنق

لم تعد ربطات العنق موضة رائجة كما كانت من قبل. وحتى في العديد من المهن الرسمية، يحاول الناس إيجاد طرق للالتفاف على ارتدائها.

والحقيقة هي أن ربطات العنق للرجال، اختُرعت للحفاظ على الرقبة والرئتين دافئتين في الطقس البارد، على غرار الوشاح.

القبعات

القبعات اليوم ليست شائعة بشكل خاص ويُنظر إليها على أنها موضة جانبية أكثر من أي شيء آخر. ولا يزال بعض الناس يرتدون قبعات البيسبول، بسبب قدرتها على منع أشعة الشمس.

غير أنّ معظم الرجال كانوا يعتبرون ارتداء القبعات أمرًا إلزاميًا حتى مطلع القرن العشرين. ومع انتشار التدفئة الحديثة وتكييف الهواء، بدأت القبعات تتلاشى إلى حد كبير.

إلا أنّه مع تغيّر المناخ، والظروف المناخية القاسية، يبدو أن الناس يتطلّعون إلى تغطية رؤوسهم مرة أخرى، لكن على شكل قلنسوات ملتصقة بالملابس.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، أصبحت القمصان ذات القلنسوة والملابس الأخرى ذات القلنسوة شائعة بشكل جنوني، وكذلك الأمر بالنسبة للمعاطف الواقية من المطر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close