الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"يوم غضب".. محتجّون يقطعون الطرق الرئيسية في لبنان

"يوم غضب".. محتجّون يقطعون الطرق الرئيسية في لبنان

شارك القصة

طرابلس
محتجون يبنون جدارًا لإقفال الطريق في طرابلس (غيتي)
أضرم المحتجون النيران في مستوعبات للنفايات، وأشعلوا الإطارات على وقع تسجيل سعر الصرف تدهورًا قياسيًا مقابل الدولار، وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق.

أقفل محتجون، صباح اليوم الإثنين، طرقًا رئيسية في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدية الى العاصمة، على وقع تسجيل سعر الصرف تدهورًا قياسيًا مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق لإيجاد حلول.

وكانت قد انتشرت منذ ليل أمس دعوات للتظاهر والاحتجاج في "يوم الغضب"، على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وحثت المواطنين للتظاهر وإقفال الطرق بالسواتر الترابية منذ ساعات الصباح الأولى. 

"يوم الغضب" في لبنان

وأقفل المحتجّون غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدّة بينها "يوم الغضب"، كما أضرم المحتجّون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات.

وأقفل محتجون طرقًا عدة جنوب بيروت أبرزها طريق المطار، وفي مناطق الشمال، خصوصًا في طرابلس، والبقاع شرقًا، وفي جنوب البلاد، وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

ونقل ناشطون عبر وسائل التواصل مشاهد قطع الطرق في معظم المحافظات في البلاد.

وقالت باسكال نهرا، متظاهرة شاركت في إقفال طريق رئيسي في منطقة جل الديب شمال بيروت، لوكالة فرانس برس: "أغلقنا كل الطرق في المنطقة اليوم لنقول للجميع: انتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره، حتى كرامتنا خسرناها".

وأضافت الشابة، التي كانت تعمل في مجال العقارات، بحرقة: "نريد من كل الناس أن تتضامن معنا وتنزل الى الشوارع لتطالب بحقها؛ فالأزمة المعيشية تطال اللبنانيين والطوائف كافة".

انخفاض "قياسي" لليرة في لبنان

وسجّلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضًا قياسيًا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام؛ إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفًا في السوق السوداء.

وتسبّب هذا الانخفاض بارتفاع إضافي في الأسعار، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها.

وشهدت محال بيع المواد الغذائية حوادث صادمة في الأيام الأخيرة، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، لم تمر دون صدامات، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجيًا.

ويتزامن إقفال الطرق الإثنين مع دخول لبنان المرحلة الأخيرة من تخفيف قيود الإغلاق المشدد المفروض منذ منتصف الشهر الماضي في محاولة للحد من التفشي المتزايد لفيروس كورونا.

وناشدت شركة كبرى للأوكسيجين في لبنان المواطنين "تسهيل مرور شاحناتها على جميع الطرقات لتلبية حاجة المستشفيات للأوكسيجين الطبي للضرورة الإنسانية خصوصًا خلال جائحة كورونا" التي تكافح السلطات للحدّ من تداعياتها.

"الأسوأ لم يحدث بعد" في لبنان

وحذّر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو مبادرة بحثية تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها، في تقرير الإثنين من أنه "وإن ظهرت تداعيات انهيار قيمة الليرة جليًا في تدهور القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحيانًا عنيف على ما يعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلات، فإن الأسوأ لم يحدث بعد".

ورغم ثقل الأزمة الاقتصادية وشحّ السيولة، لم تثمر الجهود السياسية رغم ضغوط دولية عن تشكيل حكومة، منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد أيام من انفجار المرفأ في آب/ أغسطس الماضي.

وقال الباحث في الشؤون المصرفية والمالية محمّد فاعور لوكالة "فرانس برس": "إن التدهور في قيمة الليرة هو مجرد استمرار لاتجاه واضح نحو الانخفاض في سعر الصرف منذ بدء الأزمة وللتقاعس السياسي المزمن".

ويشهد لبنان منذ صيف العام 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت الى خسارة العملة المحلية أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار، وتفاقمت معدلات التضخم وتسبّبت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب احتياطي المصرف المركزي من الدولار.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب/ العربي
تغطية خاصة