في سياق المعركة حول من "يخطو الخطوة الأولى" للعودة إلى الاتفاق النووي، جدّدت الولايات المتحدة التأكيد أنها لن ترفع أيًّا من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أنّ الكرة في هذا الملفّ هي الآن في ملعب الجمهورية الإسلامية.
وشدّد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأربعاء، على أنّ "الكرة في ملعب الإيرانيين لمعرفة ما إذا كانوا مهتمّين حقًا بحوار دبلوماسي أم لا"، مضيفًا: "نحن مهتمّون به".
وذكّر الوزير الأميركي بأنّ الولايات المتّحدة قبلت دعوة أوروبية للمشاركة في حوار مباشر مع الجمهورية الإسلامية، "لكنّ إيران حتى الآن قالت لا".
وأوضحت الإدارة الأميركية أنها لن ترفع أيًّا من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني.
فقد أبدت إدارة بايدن استعدادها للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترمب عام 2018، مشترطة أن تعود إيران أولًا إلى الوفاء بالتزاماتها. في المقابل، تشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات عنها، مؤكّدة أنها ستعود إلى التزاماتها في حال قامت الولايات المتّحدة بذلك.
محاصرة أميركية داخلية
ويُحاصَر الرئيس الديموقراطي بين مؤيدي الاتفاق ومعارضيه، إذ يحضّه المؤيّدون على الإسراع حتى لا يضطر بعد الانتخابات إلى التعاطي مع قيادة جديدة أكثر عداء لحوار مع واشنطن، فيما يدعوه المعارضون لعدم تقديم أي تنازل قبل قيام طهران بخطوات فعلية.
ووجّه 140 نائبًا أميركيًا يوم الثلاثاء، نصفهم من الجمهوريين والنصف الآخر من الديموقراطيين، رسالة إلى بلينكن يطالبونه فيها بالتفاوض على اتفاق أوسع نطاقًا وأكثر صرامة مع إيران.
غير أنّ بايدن يقول إنه يريد العودة أولاً إلى اتفاق 2015، واعتماده نقطة انطلاق للتفاوض على التزامات "أقوى وأكثر استدامة".
وردًّا على سؤال من أحد النواب عمّا إذا كان وزير الخارجية يتعهّد عدم تقديم أيّ تنازل لإيران لمجرّد انتزاع موافقتها على قبول الدعوة الأوروبية للحوار مع واشنطن، قال بلينكن "نعم"، وأكّد أنّ الولايات المتحدة لن ترفع أيًا من العقوبات السارية على الجمهورية الإسلامية قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
Today in the House Foreign Affairs Committee I challenged Sec. of State Blinken to counter Iran’s actions, bolster Lebanese institutions to offset Iranian influence and continue strong initiatives started by @mikepompeo. pic.twitter.com/h7JFv2at9E
— Rep. Darrell Issa (@repdarrellissa) March 11, 2021
لا ضوء أخضر
وخلال جلسة الاستماع أكّد وزير الخارجية أنّ ما يُحكى عن أنّ الإدارة الأميركية أعطت ضوءًا أخضر لدول معيّنة، مثل كوريا الجنوبية أو العراق، للإفراج عن مليارات من الدولارات من أموال النفط الإيراني المجمّدة لديها بموجب العقوبات الأميركية، ليس سوى معلومات "خاطئة".
وشدّد بلينكن على أنّ أيّ ضوء أخضر بهذا الشأن لن يصدر إلا بعد أن تعود الجمهورية الإسلامية إلى الاتفاق النووي، مضيفًا: "إذا عادت إيران إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسنفعل الأمر نفسه".
وأتت تصريحات بلينكن بعيد إعلان الموفد الأميركي روبرت مالي في مقابلة قصيرة نشرها موقع "اكسيوس" الإخباري الأربعاء أنّ الولايات المتحدة لن "تهرع" للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق حول الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية في يونيور/حزيران.
أولى عقوبات بايدن على إيران
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلنت الثلاثاء فرض أولى عقوباتها على مسؤولين إيرانيين، في خطوة أدرجتها في إطار الدفاع عن حقوق الإنسان.
وتعد التدابير ثانوية إذ تطال عنصرين في الحرس الثوري الإيراني، بات محظورًا عليهما دخول أراضي الولايات المتحدة لضلوعهما في الاعتداء الجسدي على موقوفين خلال استجوابهم.
Today, @UN_HRC we made clear our concerns about the #HumanRights situation in Iran. The United States will continue to hold violators accountable. Therefore, today I designated Ali Hemmatian and Masoud Safdari for gross human rights violations against protestors in 2019 and 2020.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) March 9, 2021
وبعد ساعات من إعلان العقوبات، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ "النّصر بات قريبًا"، داعيًا إلى إلغاء العقوبات "الظالمة المفروضة على الشعب الإيراني".
عقوبات أميركية تطال مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، و #طهران تتمسك برفع العقوبات #إيران pic.twitter.com/gITJ9Fgmpb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 10, 2021