استحوذت أقراط نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية كامالا هاريس على اهتمام الجمهور خلال المناظرة مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
فما بدا كمناظرة سياسية محتدمة بين هاريس والرئيس السابق انتهى بموجة من نظريات المؤامرة الجامحة التي اجتاحت الإنترنت.
ونسي كثيرون أسئلة السياسة، وانشغلوا بالسؤال: "هل كانت تلك الأقراط مجرد زينة؟ أم أنها كانت وسيلة خفية للتلاعب؟".
وبعد انتهاء المناظرة بدأت الشائعات تتطاير، وانفجر الإنترنت بالادعاءات التي تؤكد أن هاريس كانت ترتدي أقراطًا سرية مزودة بتقنيات صوتية لتلقي التعليمات أثناء المناظرة.
وزادت صور ومقارنات على الإنترنت بين أقراط هاريس وتصميم أقراط شبيهة بها يمكن استخدامها كسماعات من تعقيد الرواية، فتم تصوير الأقراط على أنها أجهزة متقدمة تم استخدامها للغش خلال المناظرة.
هل وضعت هاريس في أقراطها جهازًا سريًا؟
وروج لهذه الادعاءات شخصيات يمينية مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي مثل لورا لوومر التي قادت الهجمة، ونشرت صورًا تقارن بين أقراط هاريس وأقراط Nova H1 Audio، وهي أقراط تكنولوجية تتيح التواصل الصوتي بسرية.
في المقابل، سعى مؤيدو كامالا هاريس إلى التأكيد بأن الأقراط هي جزء من مجموعة "تيفاني" الشهيرة المسماة HardWear، وهي مجرد مجوهرات فاخرة خالية من أي تقنيات صوتية أو أجهزة سرية.
من جانبها، شركة Icebach Sound Solutions المطورة لأقراص نوفا Nova H1 Audio، علقت بالقول إن هناك تشابهًا واضحًا بين أقراطهم وأقراط هاريس، لكنها لم تقدم أي تأكيد حول استخدام هاريس لهذه التكنولوجيا، واستغلت الاهتمام الإعلامي بإضافة تحديث على موقعها يروج لإصدار خاص من الأقراط المصممة للمناظرات الرئاسية.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ كانت هناك اتهامات مشابهة في انتخابات سابقة مستهدفة شخصيات مثل هيلاري كلينتون وجو بايدن وقبله باراك أوباما.
وتجد الادعاءات، بغض النظر عن صحتها طريقها إلى الجمهور وتؤثر على النقاش العام بطريقة قد تبدو أحيانًا أكبر من الواقع السياسي نفسه.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع نظرية استخدام هاريس لسماعات سرية أصبحت رمزًا للطريقة التي يمكن أن تتحول فيها التفاصيل الصغيرة إلى أسلحة تستخدم في السجال بين الأطراف المختلفة.
ورأى المخرج جيف بليت، أن من ينشرون نظرية المؤامرة حول "أقراط التجسس"، يعترفون ضمنيًا بخسارة ترمب للمناظرة.
أما لوسي هانا التي لا تخفي دعمها لترمب في حسابها فكتبت، "عندما خرجت هاريس لأول مرة على منصة المناظرة، لاحظت أقراطها فورًا وقلت إن تلك الأقراط تبدو غريبة جدًا.. والآن ظهرت هذه الادعاءات. الأمر أصبح منطقيًا الآن. كانت تتحدث ثلاث كلمات في كل مرة وكأن كل ما قالته كان يملى عليها".
من جهتها، قالت تينا كيلبرغ: "من الواضح أن كامالا لم تكن تتلقى أي تعليمات. من خطابها فقط يمكنك أن تعرف أنها حضرت بشكل جيد وتعبيرها عن الحوار السياسي كان حقيقًيا تمامًا وجاء منها بالكامل".