أعلنت منظمة "معاً ضدّ عقوبة الإعدام" ومقرّها في باريس، ومنظمة "حقوق الإنسان" الإيرانية ومقرّها في أوسلو في تقرير لهما، اليوم الأربعاء، أنّ إيران أعدمت 267 سجيناً على الأقلّ العام الماضي.
وذكر التقرير السنوي أنّ الأحكام المُنفّذة شملت 9 نساء و4 أشخاص على الأقلّ حُكم عليهم بالإعدام؛ بسبب جرائم اتّهموا بارتكابها حين كانوا قاصرين.
وتشير هذه الحصيلة إلى منحى تنازلي في تنفيذ عقوبة الإعدام في الجمهورية الإسلامية منذ عام 2015، حينما تمّ إعدام 972 شخصاً، كما أنّها أدنى حصيلة منذ نشر التقرير لأول مرة في عام 2008.
"هوس"
وقال رافائيل تشينويل-هازان، المدير التنفيذي لمنظمة "معاً ضدّ عقوبة الإعدام"، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إن إيران لا تزال الدولة التي تنفّذ أكبر عدد من أحكام الإعدام بالنسبة لعدد سكانها.
وأضاف أنّه حتى في ظلّ الظروف "الاستثنائية" لوباء كوفيد-19، "واصلت إيران بهوس إعدام سجناء محكومين بالإعدام"، معتبراً الأمر إشارة إلى "تصلّب النظام بعد الاحتجاجات الشعبية في تشرين الثاني/نوفمبر" 2019 ،والتي تمّ إعدام عدة أشخاص بسببها العام الماضي.
وأثار يومها الارتفاع المفاجئ في أسعار الوقود موجة تظاهرات على مستوى البلاد. وقُتل ما لا يقلّ عن 304 أشخاص خلال الاضطرابات، وفقًا لمنظمة العفو الدولية، فيما أعلنت بعض الجهات الحكومية مقتل 230 شخصاً خلال ما وصفته بـ"أعمال شغب".
وجاء في التقرير"نرحّب بالحركة المتنامية المناهضة لعقوبة الإعدام والتي تصاعدت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي".
لا تنفذ
وأبرز التقرير استخدام الإيرانيين وسم (لا تنفّذ) الذي انتشر عالمياً حيث هرع الإيرانيون إلى تويتر للاحتجاج على تأييد أحكام الإعدام بحق ثلاثة شبّان شاركوا في احتجاجات 2019.
وذكر التقرير أنّ عدداً أقلّ من عمليات الإعدام نُفّذ بسبب "الاتجاه المتزايد للتسامح" من قبل عائلات ضحايا القتل الذين، بموجب القانون الإيراني، لهم الحق في المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام ولكن يمكنهم أيضاً العفو عن القتلة.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إنّها حدّدت 662 حالة "عفو" في قضايا قتل العام الماضي، مقارنة بـ 211 حالة إعدام.
وكذلك شهدت إيران عدة مظاهرات عقب تنفيذ حكم الإعدام في حق ثلاثة شبان منذ 8 أشهر.