أعلن مبعوثا الصين وروسيا للمحادثات النووية الإيرانية، اليوم الجمعة، أن هناك "تقدّمًا" في جهود إعادة طهران وواشنطن للامتثال للاتفاق النووي لعام 2015، فيما كشف الاتحاد الأوروبي أن كل الأطراف ستجتمع مجدّدًا الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا حول الجولة الثانية من أعمال اللجنة المشتركة الخاصّة بخطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق النووي الإيراني، التي عقدت في فيينا اليوم الجمعة.
وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي أنّه "تم إطلاع اللجنة المشتركة على عمل مجموعتي الخبراء بشأن رفع العقوبات وإجراءات الامتثال النووي وأشار المشاركون إلى المباحثات البناءة والتي تبحث عن حلول".
وأضاف البيان: "في ضوء البيان الوزاري المشترك الصادر في 21 ديسمبر/ كانون الأول، أكد المشاركون عزمهم مواصلة الجهود الدبلوماسية المشتركة الجارية. وسيواصل المنسق اتصالاته المنفصلة مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة".
من جهته، غرّد مندوب روسيا الدائم لدى المؤسسات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، على حسابه في "تويتر" اليوم الجمعة، قائلًا: إن الاجتماع الذي عقدته اللجنة المشتركة في العاصمة النمساوية في فيينا قد "اختُتم، حيث استعرضت الأطراف نتائج العمل الذي أداه الخبراء خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأعربت عن ارتياحها إزاء التقدم الأولي الذي تم إنجازه".
وذكر الدبلوماسي الروسي أن اللجنة المشتركة ستعقد اجتماعًا جديدًا في الأسبوع المقبل في مسعى لـ"تعزيز الزخم الإيجابي هذا".
The Joint Commission meeting in Vienna is over. The #JCPOA participants took stock of the work done by experts over the last three days and noted with satisfaction the initial progress made. The Commission will reconvene next week in order to maintain the positive momentum.
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) April 9, 2021
وقال سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانغ تشون، في تصريحات للصحافيين في أعقاب اجتماع أطراف الاتفاق اليوم: "قلّصت جميع الأطراف خلافاتها، ونشهد حالة من الزخم لتنامي توافق تدريجي".
وأضاف أن مجموعتي العمل ودبلوماسيين كبارًا سيكثفون مناقشاتهم الأسبوع المقبل.
واستعرضت الدول الأعضاء في الاتفاق النووي التصوّرات المقدمة من لجان الخبراء حول الخطوات الممكن اتخاذها من أجل التوصل إلى خريطة طريق تمهد لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.
وقال عباس عراقجي، المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: إن مفاوضات فيينا تتناول بشكل واضح رفع كل أشكال العقوبات الأميركية دفعة واحدة، مؤكدًا أن الرفع الكامل للعقوبات سيقابل بعودة طهران للالتزام الكامل ببنود الاتفاق النووي.
وأشار إلى وجود مؤشرات تدل على أنّ الأميركيين يدرسون مواقفَهم ويتّجهون نحوَ الغاء الحظرِ بشكل كامل عن إيران.
كما وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس المحادثات النووية بأنها "بنّاءة"، لكنّه قال للصحفيين: "مع ذلك يجب ألا نسمح للتوقعات بأن تتجاوز ما نحن عليه الآن".
إلى ذلك، أكد عضو الوفد الايراني المفاوض في فيينا، كاظم غريب آبادي، أن الخيار الوحيد المطروح على طاولة ايران يتمثّل في "رفع عملي لجميع إجراءات الحظر، والتحقق من الرفع".
وشدّد آبادي على ضرورة رفع ثلاثة أنواع من العقوبات: عقوبات رفعت بموجب الاتفاق النووي، وأعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرضها، وعقوبات فرضها ترمب لأول مرة، وعقوبات فرضها لأسباب غير نووية.
والأربعاء، خلُصت الجولة الأولى من اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، بالإجماع على مواصلة هذه المفاوضات على مستوى الخبراء.
ويقوم مسؤولون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة من خلال تحركات مكوكية بين وفدي البلدين. ويحضر الاجتماعات كذلك ممثلون عن روسيا والصين، الموقعتين أيضًا على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.