جدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، شنّ غارات عنيفة على أنحاء واسعة من مدينة غزة وشمالي القطاع.
وكان الطيران الإسرائيلي شنّ ليلًا غارات عنيفة على مناطق متفرقة في شمال وشرق قطاع غزة، بحسب ما أفاد مراسل "العربي"، فيما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صباح اليوم رشقات من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وفي تفاصيل الغارات الإسرائيلية، فقد قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتتالٍ، عشرات الأهداف في مناطق جبل الريس، وبيت لاهيا، والتوام والكرامة، والشيخ زايد شمالي القطاع. كما طال القصف، منطقتي المقوسي والكتيبة شمال وغرب مدينة غزة.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية، بحسب شهود عيان، مواقع للمقاومة، وشوارع وبنى تحتية، وخلّفت دمارًا كبيرًا فيها، في حين قصفت الطائرات الحربية بصاروخ واحد على الأقل شقة سكنية في منزل متعدد الطوابق بحي النصر بغزة، دون الإبلاغ عن إصابات.
كما قصف الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، مبنى سكنيًا، في حي الرمال، غربي مدينة غزة، بشكل كامل. وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن المقاتلات الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ على المبنى المُطلّ على شارع "جمال عبد الناصر"؛ ما أدى لتدميره.
ويقع مبنى "كْحِيل" المكون من 6 طوابق، بالقرب من مجموعة مدارس تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، والجامعة الإسلامية. ولم يُخلّف القصف الإسرائيلي إصابات أو خسائر بشرية، بحسب مصادر أمنية وطبية.
خطة واسعة النطاق
وقال الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، إنه شرع في خطة واسعة النطاق، لمهاجمة أهداف في حي الرمال غربي مدينة غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيدي زيلبرمان، قوله: إن الجيش سيواصل قصف أهداف عسكرية تابعة لحركة حماس في حي الرمال، بعدما بدأ الليلة الماضية مهاجمة أهداف في الحي الذي وصفه بأنه "مركز عصب حماس".
واستشهد أمس فلسطينيان وجُرح عدد آخر؛ نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي، بنايتين سكنيتين في الحي، حيث استهدف صاروخ أطلق بدون سابق إنذار، الطوابق العلوية لبناية "غازي الشوا" في حي الرمال، ما أسفر عن استشهاد اثنين، أحدهما طفلة، وجرح 10 آخرين.
كما قصف الجيش في حي الرمال، أمس الإثنين، بناية "المهند" التابعة لوزارة الأوقاف، ودمرها بشكل كامل. وفي سياق متصل، زعم زيلبرمان أن "الجيش الإسرائيلي هاجم الليلة الماضية أنفاقًا تابعة لـحماس، وعددًا من منازل قادة عسكريين بالحركة، و10 منصات إطلاق صواريخ على الأقل كانت موجهة إلى منطقة غوش دان وسط إسرائيل".
ومنذ أيام، دأب الجيش الإسرائيلي، كل ليلة، على شنّ سلسلة غارات عنيفة ومتتالية، دون سابق إنذار، على أهداف في مناطق عدة بقطاع غزة. وتتسبب تلك الغارات بحالة هلع بين السكان، بفعل الأصوات الشديدة التي تنتج عنها، والدمار الواسع الذي تخلّفه، علاوة عن أنها خلفت مجازر بحق عائلات كاملة.
وكان آخر هذه المجازر، فجر الأحد، حيث استشهد 43 فلسطينيًا بينهم 10 أطفال و 16 سيدة بعد تدمير عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة، بحي الرمال غربي مدينة غزة.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/ أيار الجاري، إلى 212 شهيدًا، بينهم 61 طفلًا، و36 سيّدة، و1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
صواريخ المقاومة تؤرق المستوطنات
في المقابل، تستمر المقاومة الفلسطينية بالرد على العدوان الإسرائيلي على غزة، وأفاد الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صواريخ من غزة فجر اليوم، ودوت صافرات الإنذار، فجر الثلاثاء، في عدد من المستوطنات الواقعة جنوب إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن صافرات الإنذار دوت في مستوطنة "نتيفوت" ومستوطنات المجلس الإقليمي "سدوت هنيغيف" وعدد من مستوطنات غلاف غزة منها "عين هشلوشا" و"نحال عوز".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 90 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الواقعة جنوب إسرائيل خلال الـ12 ساعة الماضية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش قوله: "إن 20 صاروخًا سقطت داخل القطاع"، وأسقطت منظومة القبة الحديدية عددًا آخر، لم يحدده. وأشار إلى أن صاروخًا أصاب بشكل مباشر منزلًا في إحدى مستوطنات المجلس الإقليمي "شعار هنيغيف"، لكن سكانه لم يكونوا موجودين داخله وقتها.
ولم يتبين على الفور ما إذا كان القصف الصاروخي أوقع خسائر في صفوف الإسرائيليين من عدمه.
ومنذ جولة التصعيد التي اندلعت في 10 مايو/ آيار الجاري، قُتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل، ردًا على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.