تصادف هذه الأيام، ذكرى الغزو العراقي للكويت، في 2 أغسطس/ آب 1990، والذي قاده الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بعد أن اجتاح الجيش العراقي الحدود فجرًا ليصل العاصمة الكوتية ويحتل المرافق العامة في البلاد.
ومع بسط القوات العراقية حينها سلطتها على كامل الأراضي الكويتية، تم تشكيل حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين وإعلان "جمهورية الكويت"، قبل أن تعلن بغداد في 9 أغسطس 1990 ضم الكويت للعراق بشكل كامل.
بالمقابل، تشكلت في مدينة الطائف السعودية حكومة كويتية بحضور أمير الكويت حينها الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية.
وأصدر مجلس الأمن قرارًا حمل رقم 660 طالب خلاله بانسحاب العراق؛ كما عقدت الجامعة العربية جلسة لها وقامت بالإجراء نفسه. ثم صعد مجلس الأمن من ضغوطاته وفرض عقوبات اقتصادية على بغداد.
ومع عدم امتثال الجيش العراقي للانسحاب بدأت القوات الأميركية عملية عسكرية في 7 أغسطس/ أب فأرسلت جنودها تباعًا إلى السعودية مع عدد من القوات الحليفة لتشكل معهم تحالفًا عسكريًا مكونًا من 34 دولة شنوا جميعًا هجومًا في 17 يناير/ كانون الثاني عام 1991 لينسحب الجيش العراقي من شوارع الكويت، وتتلقى كتائبه خسائر عسكرية ضخمة.
سبب الغزو
وفي حديث مع "العربي"، كشف المحقق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون نيكسون، عبر كتابه "استجواب صدام حسين"، أن غزو الكويت هو الأمر الوحيد الذي ندم عليه الرئيس العراقي. ونقل نيسكون عن حسين في كتابه أن المرة الوحيدة الذي اقترب فيها الرئيس العراقي من الاعتراف بالخطأ جاء خلال تناولهما معًا الموضوع.
واعتبر نيكسون في اللقاء الذي تم بثه أوائل العام الماضي، أن الأمر الأهم في قرار الرئيس العراقي بغزو الكويت هو أنه لم يكن هناك أي تخطيط لذلك، بل دخل أحد اجتماعات مجلس القيادة في البلاد وقال لهم: لقد قررت غزو الكويت، بحسب نيكسون.
ويعتقد نيكسون أن السبب الرئيسي لاجتياح الكويت هو المال، وقال في المقابلة: إن صدام كان في حرب مع إيران استمرت لـ8 أعوام متتالية الأمر الذي جعله مدينًا لعدد كبير من الدول بقدر كبير من الأموال تصل حتى 80 مليار دولارًا أميركيًا، وهو كان بحاجة لإعادة بناء بلاده، كما أن الجيش العراقي وصل تعداده حتى مليون شخص.
وأضاف نيكسون: "احتاج صدام للتخلص من تلك الديون المالية المترتبة عليه بغية الحصول على تمويل دولي لمعالجة تلك المشاكل، لاسيما أن للكويت أكبر نسبة من تلك الديون".
وتابع: "من وجهة نظر صدام فإنه حارب 8 سنوات إيران بهدف حماية دول الكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات والسعودية، لذلك قصد الكويتيين رغبة منه إسقاط الديون المتوجبة عليه، لكنه قوبل بالرفض وعرضوا عليه دفع المستحقات المالية على دفعات".