الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مع اقتراب طالبان من السيطرة على أفغانستان.. هواجس دولية ومخاوف من حرب أهلية

مع اقتراب طالبان من السيطرة على أفغانستان.. هواجس دولية ومخاوف من حرب أهلية

شارك القصة

مواقف متباينة من قرار واشنطن الانسحاب من أفغانستان مع تمدد سيطرة طالبان، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تعامل العالم مع احتمال سقوط أفغانستان الوشيك بأيدي الحركة.

مثل أوراق الخريف تتساقط عواصم الولايات الأفغانية، واحدة تلو الأخرى، في قبضة حركة طالبان. 

ولم يبقَ من المدن الكبرى سوى ثلاث: مزار الشريف، وجلال آباد، والعاصمة كابُل، التي باتت قوات الحركة أقرب إليها أكثر من أي وقت مضى.

وعلى وقع المعادلات الجديدة التي ترسمها طالبان على الأرض، تُقرع أجراس العودة في واشنطن ولندن، وتُستحضر ذكريات وتُثار تساؤلات ومخاوف.

فأميركيًا، يعلن البنتاغون إرسال 3000 جندي إلى كابُل لضمان أمن عملية إجلاء لم يكشف عن تفاصيلها.

أما بريطانيًا، فيقول وزير شؤون المحاربين القدامى السابق جوني ميرسر إن ما يحصل هزيمة وإهانة للجيش البريطاني.

وعلى خطى واشنطن تعلن لندن عزمها إرسال 600 جندي لتأمين انسحاب رعاياها من أفغانستان. 

بدوره وزير الدفاع البريطاني بن والس يبدي قلقه من أن أفغانستان تتجه نحو حرب أهلية، محذرًا من أن تصبح دولة فاشلة. 

ويشير أيضًا إلى أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب خاطئ، وأنه خلّف مشكلة كبيرة على الأرض، مرجّحًا أن تصبح أفغانستان أرضًا خصبة لمتشددين كالقاعدة، على حد تعبيره.

على المقلب الآخر، وبينما يرى معارضو قرار واشنطن أنه يعكس تخبطًا وفشلًا في السياسة الأميركية، يرى آخرون أنه قرار مدروس يندرج ضمن مساعي الولايات المتحدة لرسم خارطة جيوسياسية جديدة في المنطقة. 

"مخاوف العالم الغربي مبررة"

تعليقًا على التطورات، يذكر الباحث في مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن للاقتصاد إيان بلاك، بأن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول كانت بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية حدثًا كبيرًا، وأنه كان هناك الكثير من الضحايا المدنيين بشكل غير مسبوق في ذلك الوقت.

ويعرب في حديث لـ "العربي" من لندن، عن اعتقاده بأن المخاوف مبررة في ما يتعلق بالقلق في العالم الغربي، لا سيما في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، من أن سيطرة طالبان المحتملة على ما يبدو ستؤدي إلى تجدّد المنظمات الارهابية وإعادة تنظيمها لأنفسها.

ويعتبر أن "هذه المنظمات الإرهابية لم تذهب بالفعل، ولم تغادر أفغانستان، ولكنها تغيرت بشكل ما".

وإذ يشير إلى أن الانطباع العام في الغرب بشأن العلاقة بين طالبان والمنظمات المتطرفة بأنها لم تذهب بعيدًا ولم تختف، يتحدث عن مخاوف من عودة القاعدة أو تنظيم "الدولة" إلى أفغانستان.

"ملتزمون بما تعهدنا به"

بدوره، يشدد الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم على موقف الحركة بأن أرض أفغانستان لا تستخدم ضد أمن أي دولة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الدوحة: "نحن ملتزمون بهذا التعهد، وليس هناك أي دليل على أنه ستكون هناك مشكلة ضد أمن أي دولة".

ويسأل من يقولون إن "أفغانستان ستصبح أرضًا خصبة للمتشددين بعد سيطرة طالبان عليها": ما دليلهم، مؤكدًا أن ليس لديهم أي دليل سوى الأقوال الفارغة.

وفيما يشير إلى أن حدود أفغانستان: مع طاجيكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وإيران، وباكستان، والصين هي تحت سيطرة الإمارة الإسلامية منذ شهر تقريبًا ولم تحدث أي مشكلة"، يردف: "هذا خير دليل على أننا ملتزمون بما تعهدنا به".

ويضيف: "في الماضي أيضًا كانت لنا علاقات جيدة مع دول الجوار ودول المنطقة، ونتعهد في المستقبل أيضًا بأن أرض أفغانستان هي أرضنا وبلدنا ولن نسمح لأي أحد بأن يستخدمها ضد أمن أي دولة".

ويؤكد أن "طالبان الممثل الحقيقي لشعبنا، وهذا ما كنا نقوله منذ 20 سنة، والشعب كله كان معنا وما زال"، مردفًا: "جهادنا منذ عشرين سنة هو لهدفين أساسيين: الأول استقلالنا وحرية شعبنا وبلدنا، والثاني إقامة نظام إسلامي مستقل مسؤول يستطيع أن يخدم الشعب ويعمل لمصلحته".

"تحولات في الجهادية العالمية"

من ناحيته، يعرب الباحث في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، عن اعتقاده بأن معظم الحركات الموجودة داخل أفغانستان وهي شريكة لحركة طالبان ملتزمة بما يسمى الجهاد الوطني، بمعنى عدم استهدف عدو بعيد. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن هذا جزء من تحولات الجهادية العالمية، بأنها باتت منشطرة إلى فرعين؛ فرع يقوده تنظيم "الدولة" ويقوم باندماج الأبعاد والسيطرة المكانية على العدو القريب والبعيد، وحركة طالبان ومعها كثير من الحركات، بدلت استراتيجياتها وتقول إن الأولوية للشأن الداخلي".

ويلفت إلى أن "هذا ما تفعله فروع القاعدة، مثل نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، التي لم تنفذ أي هجوم خارجي، وحتى القاعدة في بلاد العرب التي كانت تتبنى هجمات خارجية تخلت في السنوات الأخيرة عن هذا الأمر وبدأت تستهدف السيطرة المكانية". 

ويعرب عن اعتقاده بأن حركة طالبان ملتزمة فعلًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close