قرر مجموعة من الفلسطينيين التظاهر على طريقتهم الخاصة في قرية بيتا شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث تم استخدام أضواء ليزر باللون الأخضر، فيما أصدر شبان ضجيجًا صاخبًا لإزعاج المستوطنين اليهود، الذين أقاموا مستوطنة على أرض تقول الحكومة الإسرائيلية إنها تبحث في ملف ملكيتها.
ويشير المتظاهرون في بيتا الواقعة قرب نابلس، إلى أن حراكهم لاستعادة أرضهم والذي بدأ في يونيو/ حزيران الماضي، احتجاجًا على إقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية، يتميز عن غيره لأسباب أخرى.
ويؤكد الشباب أن احتجاجاتهم شعبية "مستقلة"، لا تتلقى تعليمات من الطبقة السياسية الفلسطينية.
ويقول سعيد حمايل، لوكالة "فرانس برس": "هناك علم واحد فقط، علم فلسطين، لا وجود للفصائل".
ويضيف: "نقوم بما لا يستطيع القادة الفلسطينيون القيام به". ويشير إلى أنه فقد ابنه محمد (15 عامًا) في يونيو/ حزيران بنيران إسرائيلية خلال إحدى التظاهرات في القرية.
ويعتبر حمايل أن الإسرائيليين "يريدون القضاء على الشكل الجديد من المقاومة الشعبية، إنهم يخشونها".
يتظاهر الفلسطينيون في قرية بيتا شمال الضفة الغربية المحتلة على طريقتهم مستخدمين أضواء ليزر باللون الأخضر ومطلقين ضجيجا صاخبا لإزعاج المستوطنين اليهود الذين أقاموا مستوطنة على أرض تقول الحكومة الإسرائيلية إنها تبحث في ملف ملكيتها.https://t.co/tSJzXyLOOB #فرانس_برس ✍️@LavalleeGL pic.twitter.com/Up4KkGCMRJ
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) August 25, 2021
وبدأت التظاهرات بعدما أقام مجموعة من المستوطنين المتشددين بؤرة على تلة قريبة في الضفة الغربية.
وبعد أسابيع من الاشتباكات، تم التوصل في الثاني من يوليو/ تموز الفائت، إلى اتفاق مع مستوطني "أفيتار" الذين أخلوا المكان لكنهم تركوا فيه منازلهم المتنقلة، فيما تراجعت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن حقوق ملكية الأراضي.
وتواجه القوات الإسرائيلية التي بقيت متمركزة في المستوطنة، احتجاجات متواصلة من سكان بيتا البالغ عددهم نحو 12,500 نسمة، فيما أُصيب أكثر من 700 فلسطيني واستُشهد سبعة على الأقل جراء التظاهرات.
الاحتلال يُحاصر بلدة بيتا في #نابلس، بينما أهلها صامدون.. كيف تحولت البلدة إلى أيقونة ضد الاستيطان؟ #فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/HAZEwX9hER
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 21, 2021
"وضع غير مسبوق"
ويرى خبراء أن الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية هذا العام، غيرت الشعور السائد لدى عامة الشعب الفلسطيني.
ففي مايو/ أيار الماضي، ألغى الرئيس محمود عباس أول انتخابات فلسطينية تقرر منذ 15 عامًا، وتزامن الإلغاء مع احتجاجات فلسطينية ضد إخلاء عائلات من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح المستوطنين.
وامتد التوتر إلى اعتداءات من قوات الاحتلال على المصلين في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية. وكانت الأحداث في القدس سببًا لوقوع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
ويصف رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، الوضع الحالي بـ"غير المسبوق".
ويضيف في حديث للصحافيين: "لا أعرف إلى أي درجة نحن بعيدون عن أن نصبح أمام أزمة حقيقية، ربما هي موجودة بالفعل ويجب أن تتعامل معها القيادة على أنها أزمة".