السبت 16 نوفمبر / November 2024

نهاية حكم المستشارة ميركل.. 5 أسئلة حول الانتخابات الألمانية

نهاية حكم المستشارة ميركل.. 5 أسئلة حول الانتخابات الألمانية

شارك القصة

تُنهي أنغيلا ميركل ستة عشر عامًا من حكمها كمستشارة في ألمانيا (غيتي)
تُنهي أنغيلا ميركل ستة عشر عامًا من حكمها كمستشارة في ألمانيا (غيتي)
هي المرة الأولى التي لا تقود فيها ميركل حزبها إلى انتخابات عامة، والمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي لا يسعى فيها مستشار حالي إلى تفويض جديد.

تخوض ألمانيا غدًا الأحد انتخابات لاختيار أعضاء البرلمان أو ما يعرف بالبوندستاغ، والذي سيُمثّل نهاية ستة عشر عامًا من حكم أنغيلا ميركل بصفة مستشارة.

وللمرة الأولى منذ عام 2005، تجري الانتخابات في ألمانيا في ظل تقدّم ضئيل لأحزاب يسار الوسط. كما أنها المرة الأولى التي لا تقود فيها أنغيلا ميركل حزبها إلى انتخابات عامّة، والمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي لا يسعى فيها مستشار حالي إلى تفويض جديد.

انتخابات مميزة؟

لطالما كانت نتائج الانتخابات الألمانية، ولا سيما في عهد أنغيلا (أنجيلا) ميركل، متوقّعة. لكن الأمر لا ينطبق على انتخابات هذا العام.

تُظهر استطلاعات الرأي، تأخّر حزب ميركل (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الشقيق في بافاريا، ببضع نقاط عن منافسهما الرئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط.

ويُنتخب المستشار من قبل مجلس النواب، وستكون لنتائج التصويت تداعيات بعيدة المدى على ألمانيا وأوروبا.

هل تصنع هذه الانتخابات التاريخ؟

كان المشهد السياسي الألماني الذي يهيمن عليه حزبان كبيران، مشرذمًا لعقود من الزمن، مع انخراط أحزاب سياسية جديدة، وانخفاض حصة أصوات الأحزاب الكبيرة بمرور الوقت.

وللمرّة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يبدو من المستحيل على حزبين جمع عدد كافٍ من المقاعد للحصول على أغلبية برلمانية. وإذا كانت نتائج استطلاعات الرأي صحيحة، فمن المرجّح أن تكون الحكومة المقبلة ائتلافًا ثلاثي الاتجاهات.

ولذلك، يبدو تشكيل برلمان جديد أكثر تعقيدًا من الدورة السابقة عام 2017، حين استغرق الاتفاق على تشكيل الائتلاف خمسة أشهر، الأمر الذي سيؤدي، بدوره، إلى تشكيل حكومة هشّة ذات أجندة ضيقة وهامش سياسي ضئيل للمناورة.

من سيكون المستشار الجديد؟

ما يكاد يكون مؤكدًا أنه سيكون رجلًا. ومن المرجّح أن يكون أولاف شولتز، وزير المالية الحالي، ومرشّح الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يتصدّر نتائج استطلاعات الرأي.

بدا أرمين لاشيت، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنغيلا ميركل والمرشّح الرئيس للحزب، لفترة طويلة وكأنه المرشّح الأوفر حظًا. لكن مع اقتراب حزبه الآن من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، يبدو نجاح لاشيت في تولّي المنصب مستبعدًا.

وبما أن الفارق بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي صغير، هناك احتمال ضئيل بأن ينتهي الأمر بلاشيت في المركز الثاني ويُصبح مستشارًا في حال تشكّل تحالفات.

وكان يُنظر إلى أنالينا بربوك، مرشحة حزب الخضر، على أنها خليفة محتملة لميركل. لكن تصنيفات حزبها تتآكل منذ أسابيع، ما يجعل هذه النتيجة غير مرجّحة.

ما هو شكل الحكومة المقبلة؟

لم يكن هناك الكثير من السيناريوهات المحتملة للتحالف. فمن الناحية السياسية والحسابية، هناك ثلاثة سيناريوهات أكثر ترجيحًا، وغالبًا ما يتمّ وصفها باستخدام الألوان التقليدية للأحزاب: الأسود للاتحاد الديمقراطي المسيحي، والأحمر للحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب اليساري الأصغر، والأخضر لحزب الخضر، والأصفر للحزب الديمقراطي الحر.

السيناريو الأول: سيقود الحزب الديمقراطي الاشتراكي ما يسمى ائتلاف إشارة المرور (الأحمر والأصفر والأخضر)، مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر كشركاء صغار.

السيناريو الثاني: تحالف جامايكا، في إشارة إلى علم البلاد الأسود والأصفر والأخضر، سيترأسه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ويضمّ أيضًا الخضر والحزب الديمقراطي الحر كشركاء صغار. وفي ظل هذا السيناريو، من المحتمل أن يصبح لاشيت مستشارًا.

السيناريو الثالث: سيجمع ائتلاف الأحمر والأحمر والأخضر كل أحزاب اليسار: الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، وحزب اليسار الأصغر والأكثر راديكالية.

أما السيناريو الأخير فهو الإبقاء على الائتلاف الحالي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي وإضافة إما الحزب الديمقراطي الحر أو حزب الخضر.

بالنظر إلى نتائج الاستطلاعات الحالية، يبدو أن الخيار الأول هو الأكثر ترجيحًا، إذ من غير الواضح ما إذا كانت جميع أحزاب يسار الوسط قادرة على تأمين مقاعد كافية للأحمر والأحمر والأخضر، وهو الأمر الذي قد يبدو مستحيلًا إذا حصل حزب اليسار على أقل من 5% كحد أدنى من الأصوات اللازمة لدخول البرلمان. وتتأرجح تصنيفاته حاليًا بين 6 و7%.

وبينما يحصل الحزب الذي يتمتع بأكبر نسبة من الأصوات على الفرصة الأولى لتشكيل ائتلاف، فقد لا ينجح في القيام بذلك، ما يعني أن مرشّح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ستكون لديه حظوظ بتولّي منصب المستشارية. ومع ذلك، فإن تسمية خليفة ميركل لا تحدث إلا بعد اكتمال مفاوضات الائتلاف، والتي قد تستغرق عدة أشهر.

ويكاد يكون من المؤكد أن حزب البديل اليميني المتطرّف سيدخل البرلمان، لكنه محكوم بالبقاء في المعارضة في الوقت الحالي، حيث استبعدت جميع الأحزاب الأخرى تقاسم الحكم معها.

ما هي الآثار المترتبة على هذه السيناريوهات؟

مفاوضات التحالف في ألمانيا طويلة ومفصّلة. ومن المستحيل التنبؤ بما قد يبدو عليه البرنامج السياسي للحكومة المقبلة. ومع ذلك، فإن جميع الأحزاب الرئيسة هي في الأساس وسطية، ما يجعل من الممكن رسم خطوط عريضة.

يريد حزب الخضر زيادة الاستثمار العام في مكافحة تغير المناخ، ويُسعده زيادة الدين العام والضرائب من أجل القيام بذلك. يُشاركه الحزب الديمقراطي الاشتراكي الهدف المناخي بينما هو أقلّ حرصًا على الدين العام وأكثر حرصًا على زيادة الضرائب على أولئك الذين يكسبون أكثر من 100 ألف يورو سنويًا، أي ما يعادل 117400 دولار.

الحزب الديمقراطي الحر والاتحاد الديمقراطي المسيحي منفتحان أيضًا على الاستثمارات المناخية، ولكنهما يُريدان تقليل العجز العام، ويُعارضان زيادة ضرائب الدخل والشركات. كما يعارض هذان الحزبان أيضًا منح الاتحاد الأوروبي قدرة مالية مستدامة، واحتفاظه بحقّه في إصدار الديون- وهو أمر مُنح على أساس مؤقت خلال جائحة كوفيد-19 بينما كان حزب الخضر والحزب الديمقراطي الاشتراكي أكثر انفتاحًا على ذلك.

من بين الأحزاب الأربعة، فإن حزب الخضر هو الأكثر ترحيبًا بالهجرة، ويريد سياسة خارجية أكثر صرامة تجاه الصين وروسيا، وهو أمر تُحذّر الأطراف الأخرى منه.

من المتوقّع أن يضم التحالف المقبل مزيجًا مُحسَّنًا من كل هذه الأهداف التي تمثّل الأحزاب المكوّنة له.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close