السبت 16 نوفمبر / November 2024

أول تصريحات بعد الانتخابات.. ميركل تحض الألمان على مواجهة الغوغائيين

أول تصريحات بعد الانتخابات.. ميركل تحض الألمان على مواجهة الغوغائيين

شارك القصة

أنغيلا ميركل
تنهي ميركل مسيرتها السياسية ما أن يتم تشكيل ائتلاف يضمن غالبية في البرلمان (غيتي)
عرضت أنغيلا ميركل لحصيلة ما حقّقته خلال حكمها للبلاد مدى 16 عامًا، وحضّت الألمان على الدفاع بشكل أكبر عن الديمقراطية في مواجهة الغوغائيين.

طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الأحد، أطراف السياسيين الألمان بتخطي انقساماتهم بعد الانتخابات التشريعية، في حين تشهد البلاد مفاوضات بالغة التعقيد من أجل تشكيل حكومة جديدة.

وفي خطاب بمناسبة الاحتفالات السنوية بإعادة توحيد البلاد في العام 1990، عرضت ميركل لحصيلة ما حقّقته خلال حكمها للبلاد مدى 16 عامًا، وحضّت الألمان على الدفاع بشكل أكبر عن الديمقراطية في مواجهة الغوغائيين.

وهذه هي أول تصريحات التي تدلي بها المستشارة على صلة بالوضع السياسي الراهن.

محادثات في توقيت بالغ التعقيد

وألقت  ميركل خطابها في توقيت بالغ الأهمية، إذ تبدأ الأحد المحادثات الاستكشافية بين الأحزاب سعيًا لتشكيل حكومة جديدة. وتبدو هذه المحادثات بالغة التعقيد ما ينبئ بشلل سياسي طويل الأمد في ألمانيا.

وقالت المستشارة الألمانية: "يجب أن نواصل بناء بلادنا. يمكن أن نختلف حول كيفية ذلك في المستقبل، لكننا نعلم أن علينا إيجاد الحل، علينا أن نصغي إلى بعضنا وأن نتحاور".

وتنهي ميركل مسيرتها السياسية ما إن يتم تشكيل ائتلاف يضمن غالبية في البرلمان، إلا أن هذا الأمر قد يستغرق عدة أشهر.

وتابعت المستشارة خطابها قائلة: إن لدى الألمان اختلافات، "لكن هناك قواسم مشتركة. كونوا على استعداد لملاقاة الآخرين (..) وكونوا قادرين على تخطي الخلافات"، وأضافت: "إنها العبرة المستقاة من 31 عامًا من الاتحاد في ألمانيا".

ثلاثة أحزاب في ائتلاف واحد 

وسيتعيّن، بعد الانتخابات التشريعية، على ثلاثة أحزاب لديها برامج مختلفة للغاية تشكيل ائتلاف لضمان غالبية في البرلمان. وسيكون هذا الأمر سابقة منذ خمسينيات القرن الماضي.

واختار 59% من الألمان قيام ائتلاف "ثلاثي الألوان" بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين، في مقابل 24% فضلوا ائتلافًا بقيادة المحافظين، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "زد دي إف" العامة.

ويلتقي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتس الأحد الليبراليين الديمقراطيين والخضر على التوالي، وهما الحزبان اللذان سيحددان هوية المستشار المقبل. ويريد شولتس أن يخلف أنغيلا ميركل في المستشارية على رأس ائتلاف ثلاثي مع هذين التشكيلين.

غير أن التحالف المحافظ لم يُحسم مصيره بعد رغم أن نتائجه جاءت أدنى من 30% للمرة الأولى منذ 1949، ويعتزم بذل كل ما بوسعه سعيًا للاحتفاظ بالمستشارية.

محادثات من أجل تشكيل ائتلاف

وفي هذا السياق، يجري المسيحيون الديمقراطيون بزعامة أرمين لاشيت الذي لا يتمتع بشعبية، محادثات الأحد مع الليبراليين قبل أن يلتقوا دعاة حماية البيئة الثلاثاء. لكن وضع لاشيت الذي تم تحميله مسؤولية أسوأ نتيجة انتخابية للمحافظين في تاريخ ألمانيا الحديث (24,1 بالمئة) يبدو مأزومًا أكثر فأكثر.

ويطرح منافساه داخل الحزب، على غرار فريدريش ميرتس ويانس سبان الأكثر يمينية منه، نفسيهما بديلين محتملين لزعامة الحزب. ويطالب آخرون بتجديد "شامل" للحزب بعدما تولت ميركل رئاسته مدى 16 عامًا.

ويبدو الليبراليون في الحزب الليبرالي الديمقراطي أيضًا وعلى الرغم من قربهم من المسيحيين الديمقراطيين مشككين في إمكان تشكيل ائتلاف.

مواصلة التركيز على الأساسي

ودعت ميركل الألمان إلى مواصلة التركيز على ما هو أساسي برأيها، أي الدفاع عن الديمقراطية. وقالت "أحيانًا نستخف كثيرا بالأمور حين يتعلق الأمر بمكتسبات الديموقراطية، كما لو أنه لم يعد لدينا ما نفعله" للدفاع عنها.

وأضافت بأن المرحلة تشهد تزايدًا في الاعتداءات المرتكبة ضد الأقليات الدينية والإثنية، والمحاولات "الغوغائية من أجل نشر الكراهية والضغينة من دون وازع أو خجل".

وطالبت ميركل الألمان الغربيين بإبداء مزيد من "الاحترام" لمواطنيهم الشرقيين، بعدما شهدت الانتخابات التشريعية في شرق ألمانيا تأييدًا قويًا لليمين المتطرف بسبب شعور جزء من السكان أنه تم التخلي عنهم.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close