ترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفد بلاده إلى قمة فيتشجيراد في المجر، التي حضرت فيها الأوضاع الإقليمية والدولية وقضايا الهجرة والطاقة والأمن الإقليمي.
وفي تصريحات خلال مباحثات أُجريت مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في ثالث أيام الزيارة، شدد السيسي على أن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرًا إلى أن بلاده لا ترغب إلا في الحفاظ على حصتها من مياه النيل.
وأضاف أن مصر لا تريد أن تكون المياه سببًا للصراع، بل سببًا للمنفعة والتعاون والتنمية والبناء.
كما شدّد على أهمية المياه بالنسبة للمصريين، حيث وصفها بأنها مسألة حياة أو موت.
في السياق نفسه، أعلن مصدر في وزارة الخارجية السودانية، أن إثيوبيا بدأت تعلية الممر الأوسط لسد النهضة ووضع جدران خرسانية استعدادًا للملء الثالث للسد.
وأشار إلى أن السودان سلّم وزير خارجية الكونغو ملاحظاته بشأن منهجية التفاوض في أزمة السد.
"للخروج بمبادرة حقيقية"
ويأمل المستشار السابق في المفوضية الأوروبية وليد درويش "بعد كل هذا التمهيد الذي تستخدمه الدبلوماسية المصرية على كل المستويات وفي كل الأماكن، الخروج بمبادرات حقيقية للبدء في التعامل مع هذا الملف بشكل أكثر فاعلية".
ويرى في حديث إلى "العربي" من بروكسل، أن مصر إن تقدمت بمبادرة حقيقية كبيرة تهز بنيان تلك الأزمة، وتشترك معها دولتا السودان وجنوب السودان، قد يشكل ذلك بداية لسياق جديد أو وجه جديد من التعاون التنموي في حوض النيل الشمالي، القابل للامتداد ليشمل كل دول حوض النيل.
ويعتبر أن المناورات التي حدثت بين مصر وإثيوبيا في العقد الماضي، كانت جميعها تدور في الفراغ، لأنها جاءت من منطلق فرض الإرادة والانتصار في حيّز ضيّق جدًا من المفاوضات على مسألة بعينها.
ويؤكد أن "لا خسائر في المبادرة الإيجابية في السياسة"، مردفًا بالقول: "إن لم تكسب، سيكون الجميع مقتنعًا بأنك بذلت كل ما في وسعك للذهاب إلى حلول واقعية".
