نظمت عشر نساء أفغانيات مسيرة في كابل، اليوم الثلاثاء، للتنديد بـ"صمت" المجتمع الدولي إزاء الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
ومنعت حركة طالبان التي أحكمت سيطرتها على أفغانستان منتصف أغسطس/ آب الماضي، وسائل الإعلام من الاقتراب من مسيرة النساء.
وحملت المتظاهرات لافتات كتب عليها: "لماذا يراقبنا العالم بصمت"، و"الحق في التعليم"، و"الحق في العمل".
نريد التظاهر بسلام
وكان من المقرر تنظيم التظاهرة أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، لكنها نُقلت في اللحظة الأخيرة إلى مدخل "المنطقة الخضراء" السابقة، حيث توجد مباني العديد من السفارات الغربية، علمًا بأن معظمها غادر أفغانستان بعد سيطرة طالبان.
جلوه اي زيباي از تغيير نسلي و ظرفيت هاي بوجود آمده در ٢٠ سال اخير! فرياد عدالت خواهانه #زنان_افغانستان و مطالبات يك نسل در جاده هاي كابل. pic.twitter.com/3brSr74Q1e
— Shahgul Rezaie (@Shahgul_Rezaie) October 26, 2021
وقالت وحيدة أميري، إحدى منظمات التحرك لوكالة فرانس برس: "نطلب من الأمين العام للأمم المتحدة دعم حقوقنا في التعليم والعمل، نحن محرومات من كل شيء حاليًا".
وأضافت أميري: "ليس لدينا أي شيء ضد طالبان، فقط نريد التظاهر بسلام".
وطلب مسلحو الحركة الموجودون عند مدخل المنطقة الخاضعة لتدابير أمنية مشددة، من المتظاهرات ووسائل الإعلام الابتعاد.
ثم قام نحو عشرة عناصر من طالبان، غالبيتهم مسلحون، بإبعاد الصحافيين وصادروا الهاتف النقال لأحد الصحافيين المحليين، الذي كان يلتقط الصور.
وتتزايد وتيرة التظاهرات الرمزية التي تنظمها نساء في كابل منذ الأسابيع الماضية، إذ سُمح الخميس الماضي، لقرابة 20 امرأة بالتظاهر لأكثر من 90 دقيقة، غير أن العديد من الصحافيين المحليين والأجانب الذين كانوا يغطون التظاهرة، تعرّضوا للضرب على أيدي عناصر من طالبان.
أصوات محذّرة
وتواجه أفغانستان صعوبات في طي صفحة حرب استمرت 20 عامًا، منذ خروج آخر جندي أميركي من البلاد أواخر أغسطس/ آب الماضي؛ إذ إن تشكيل طالبان حكومة مؤقتة لم يغيّر شيئًا أمام العجز الاقتصادي وخطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
وتسعى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، لتمويل عاجل لأفغانستان، بمبلغ قدره 11,4 مليون دولار وبمبلغ إضافي بقيمة 200 مليون دولار للموسم الزراعي لعام 2022.
وأكدت وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن أكثر من 22 مليون أفغاني سيواجهون "انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي" هذا الشتاء، في وقت حذر فيه مسؤول أممي من أن السكان قد يموتون جوعًا ما لم يحدث تحرك عاجل لإبعاد أفغانستان عن حافة الانهيار
وشدّد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، على أنه هذا الشتاء، سيجبر ملايين الأفغان على الاختيار بين الهجرة والمجاعة.
ودفعت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان بالمانحين لحجب مليارات الدولارات من المساعدات عن اقتصاد البلد المعتمد عليها.