الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

مؤتمر موسكو بغياب واشنطن.. هل أدارت الولايات المتحدة ظهرها لأفغانستان؟

مؤتمر موسكو بغياب واشنطن.. هل أدارت الولايات المتحدة ظهرها لأفغانستان؟

شارك القصة

انضمت باكستان والصين وإيران والهند ودول من الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى إلى مسؤولي طالبان في اجتماع موسكو. لكن الولايات المتحدة لم تشارك متذرعة بأسباب فنية.

دعت روسيا اليوم الأربعاء إلى تقديم مساعدات دولية لدعم أفغانستان في خلال مؤتمر دولي بشأن الملف الافغاني لأول مرة منذ تولي حركة طالبان السلطة في أغسطس/ آب الماضي.

وانضمت باكستان والصين وإيران والهند ودول من الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى إلى مسؤولي طالبان في اجتماع موسكو. لكن الولايات المتحدة لم تشارك متذرعة بأسباب فنية، لكنها قالت إنها قد تحضر مثل هذه المحادثات في المستقبل.

وعلى هامش المؤتمر، صرح زامير كابولوف الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين المعني بأفغانستان بأنه يتعين على الأمم المتحدة أن تدعو إلى عقد مؤتمر للمانحين لأفغانستان لأن المجتمع الدولي يريد من طالبان تلبية التوقعات بشأن حقوق الإنسان الأساسية والشمول السياسي.

وفي حين ترفض الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا، منح حكومة طالبان الاعتراف الرسمي، أقر البيان الختامي للمؤتمر "بالواقع الجديد" المتمثل في صعود الحركة إلى السلطة.

هل أدارت واشنطن ظهرها لأفغانستان؟

المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية ويليام لورنس اعتبر أن غياب الولايات المتحدة عن المؤتمر يعود بالدرجة الأولى إلى أن التعاون بين واشنطن وموسكو حول الملف الأفغاني لم ينضج بعد.

وأشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن اجتماع موسكو هو استمرار للاجتماعات الإعتيادية لدول الترويكا، ومن ثم انضم إليه عدد من البلدان في ظل مجموعة لا يبدو أن الولايات المتحدة تتفق معها.

ورأى أن واشنطن تحاول ضبط أو تكييف سياساتها بشأن العلاقات مع روسيا في ما خص الملف الأفغاني.

لورنس الذي استبعد أن تكون الولايات المتحدة قد أدارت ظهرها لأفغانستان، لفت إلى أن الأمر يتعلق بمحاولة العمل من خلال إطار الدوحة الناجز مسبقًا بدلًا من إطار بديل من خلال موسكو.

إمكانية تأمين الاعتراف بشروط

الباحث في معهد بريماكوف للدراسات نيكولا ساركوف رأى أن موسكو كانت تدافع عن التعاون مع طالبان منذ سنوات عدة، لأن لديها مقاربة براغماتية بشأن الملف الافغاني.

ولفت في حديث إلى "العربي" من موسكو إلى أن ما تحاول روسيا القيام به الآن هو إبداء إيجابية حيال طالبان من أجل أن تظهر للحركة أن حكومتها يمكن أن تحظى بالاعتراف ولكن فقط إذا لبت بعض الشروط.

وأكد أن هذه الشروط تشمل انتهاج الحركة سلوكًا معتدلًا، والقيام بخطوات من شأنها تعزيز الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى مكافحة الإرهاب ولا سيما الفرع المحلي لتنظيم الدولة.

وشدد على أن موسكو تريد أن تضمن أن "أفغانستان الجديدة" لن تشكل تهديدًا لحلفاء روسيا في آسيا الوسطى.

وقال ساركوف: "من أجل تحقيق كل هذه الأهداف من المهم في مكان فتح حوار مع طالبان بنحو إيجابي للتأكيد لحكام أفغانستان الجدد أن بإمكانهم أن يحظوا بالاعتراف الدولي، إلا أن موسكو تريد أيضًا أن توضح للحركة أن هذا سيؤمن فقط بحال تصرفت على نجو مقبول من قبل عدة دول".

محاولة لتغيير سلوك طالبان

الباحث السياسي والعسكري فضل ممتاز يعتبر أن طالبان تبذل كل جهودها من أجل تأمين الاعتراف الدولي بحكومتها، ومن أجل الحصول على مساعدات إنسانية، إضافة إلى تحرير الأصول النقدية الأفغانية المجمدة في الولايات المتحدة.

ولفت في حديث إلى "العربي" من كابل إلى أن الدول في المؤتمر تحاول تغيير سلوك طالبان من أجل القيام بوساطة ليتعرف المجتمع الدولي بحكومتها.

وعن الاشتراطات الدولية للاعتراف بحكومة الحركة، كاحترام حقوق المرأة والأقليات، شدد ممتاز على أن تعريف طالبان ومفهومها لهذه الأمور يختلف عن تعريف المجتمع الدولي لها، لافتًا إلى أن هذا الأمر يشكل لب المشكلة بين الطرفين.

ويقول إن طالبان تصر على أن حكومتها شاملة وتحترم حقوق الإنسان والمرأة، إلا ان ذلك لم يقنع المجتمع الدولي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة