خرج القائد الأعلى لحركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده لأول مرة بصورة علنية منذ تعيينه على رأس الحركة عام 2016، حيث شارك في تجمع بمدرسة قرآنية مساء السبت في قندهار جنوبي أفغانستان.
وجاء الظهور العلني الأول لزعيم طالبان في وقت تسعى فيه الحكومة المؤقتة التي تقودها الحركة في أفغانستان إلى تعزيز حضورها على المستويين الإقليمي والدولي لكسب الاعتراف منذ عودتها إلى السلطة في 15 أغسطس/ آب الماضي.
تجمع كبير
إلى ذلك، قالت حركة طالبان في رسالة نشرت اليوم الأحد: إنّ "أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخوند زاده ظهر في تجمع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة وتحدث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل"، كما ورد في تسجيل صوتي تناقلته حسابات لمسؤولين أفغان.
وفي هذا التسجيل الصوتي، يسمع صوت الملا أخوند زادة بشكل غير واضح وهو يتلو أدعية.
وذكر مصدر محلي أن الملا أخوند زاده وصل إلى هذه المدرسة القرآنية في قندهار بموكب من سيارتين تحت حراسة مشددة جدًا، ولم يُسمح بالتقاط صور له.
وكانت حركة طالبان أعلنت في سبتمبر/ أيلول أن قائدها الأعلى يقيم "منذ البداية" في قندهار بعدما التزمت الصمت لفترة طويلة بشأن مكان وجوده. وأكدت حينذاك أنه وسيظهر "قريبًا علنًا".
تعزيز قوة الحركة
وأخوند زاده لم يكن معروفًا نسبيًا قبل أن يتولى عام 2016 قيادة الحركة خلفًا للملا أختر محمد منصور، الذي قُتل في ضربة لطائرة مسيّرة أميركية في باكستان. وكان مهتمًا بالشؤون القضائية والدينية أكثر من المسائل العسكرية.
وبعد توليه القيادة، أوكلت له مهمة صعبة تمثّلت بتوحيد صفوف الحركة التي تشرذمت لمدة وجيزة في ظل صراع مرير على السلطة.
كما جاء ظهوره العلني الأول بعد نحو أسبوع من مشاركة طالبان في محادثات دولية أجريت في روسيا بحضور وزراء خارجية 10 دول، حيث حضر وزراء في حكومتها.
ودعت الحركة، أمس السبت، الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم للاعتراف بحكومتها، حيث حذرت من أن التقاعس في القيام بذلك واستمرار تجميد الأموال الأفغانية في الخارج من شأنه أن يؤدي إلى "مشكلات ليس فقط للبلاد بل أيضًا للعالم".
ولم تعترف أي دولة رسميًا بحكومة طالبان منذ سيطرة الحركة على أفغانستان، في حين تم تجميد أرصدة أفغانية بمليارات الدولارات في الخارج حتى على الرغم من الأزمات الاقتصادية والإنسانية الحادة التي يواجهها هذا البلد.