تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعمال النبش والتجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم السابع على التوالي.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا": إن "بلدية الاحتلال نصبت اليوم مجموعة جديدة من كاميرات المراقبة داخل المقبرة، إلى جانب البوابة الحديدية التي نصبتها على أحد مداخلها بالسابق"
وأكد أبو زهرة أن بلدية الاحتلال استحوذت على المقبرة، وسيطرت عليها بالكامل، إذ تمت تغطيتها بالكامل بالتراب، معتبرًا أنها تسعى بذلك إلى طمس المعالم التاريخية بالمقبرة.
#صور| قوات الاحتلال تواصل عمليات التجريف والتهويد في #المقبرة_اليوسفية بالقدس المحتلة pic.twitter.com/rnweyAhII8
— محمود (أبو زياد) (@AbuZiad486) October 31, 2021
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت قبل أيام المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكمت إغلاقها من الجهة الغربية، وسيّجت المنطقة المحيطة بصرح الشهداء، ونشرت قوات خاصة عند الأسوار، ومنعت المواطنين والصحافيين من الدخول.
والجمعة، أصيب عشرات المقدسيين بالاختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاههم عند مدخل المقبرة.
كما منعت قوات الاحتلال عائلات الموتى والمقدسيين من دخولها، واعتقلت 4 مقدسيين واعتدت عليهم بالدفع والضرب خلال الاعتقال.
وأدت عمليات الحفر والتهويد التي تقوم بها بلدية الاحتلال بالقدس في المقبرة؛ إلى ظهور رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى، حيث هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، ولحماية قبور موتاهم.
حديقة توراتية
وكانت السلطات الإسرائيلية، قد وضعت كاميرات مراقبة بالمقبرة يوم الخميس، بعد أن استكملت إغلاق جزء منها، لتحويله إلى "حديقة توراتية".
والحدائق التوراتية، هي أماكن تزعم إسرائيل، أن وجودًا يهوديًا كان في مكانها، في الأزمان القديمة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد جددت الإثنين الماضي، أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية، رغم احتجاجات السكان الفلسطينيين.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة "توراتية" كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.
موقع تاريخي
وتُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس، ومن بينها: مقبرة النبي داود، ومقبرة المجاهدين، ومقبرة مأمن الله، التي قامت آليات الاحتلال بأعمال تجريف داخلها لإقامة "متحف التسامح".
وتقع "اليوسفية" شمال مقبرة الرحمة، وبمحاذاة سور القدس الشرقي على مساحة تُقدّر بـ14 دونمًا، ويعود تاريخ إنشائها إلى العهد الأيوبي، وهي تضم حيّزًا للشهداء العرب الذين استشهدوا في حرب 1967.
وتشير بعض المصادر إلى أن التسمية جاءت نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي".