أكد دبلوماسيون أوروبيون، اليوم الثلاثاء، أنهم لم يتوصلوا بعد إلى حل بشأن القضية الشائكة حول أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تستخدمها إيران لتخصيب اليورانيوم، وفق ما نقل مراسل "العربي" في فيينا.
وكشف المسؤولون أنه تم لغاية الآن الانتهاء من صياغة ما بين 60 إلى 80% من نصوص اتفاقية المحادثات مع إيران، مشددين على ضرورة التوصل إلى نتائج من دون "فرض مواعيد مصطنعة".
من أين تبدأ المباحثات؟
وأفاد الدبلوماسيون، وهم من ترويكا الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بأنهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت طهران ستستأنف المحادثات من حيث توقفت في يونيو/ حزيران، مؤكدين بأن هناك ضرورة ملحة للتوصل سريعًا إلى نتائج في مجال إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وبعد توقف استمر خمسة أشهر، استؤنفت المفاوضات النووية في فيينا لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018، وهي خطوة أثارت غضب طهران وفزع الدول الأخرى الأطراف وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وبموجب اتفاق 2015 قلصت إيران برنامجها لتخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج مادة انشطارية لصنع قنبلة نووية. ومقابل ذلك نص الاتفاق على تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على طهران. وتقول إيران إنّ برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية دون سواها.
إيران تريد "مناقشة كل شيء"
ومن المهم أن توافق إيران على استئناف المحادثات من حيث توقفت بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أسفرت عن انتخاب الرئيس المناوئ للغرب إبراهيم رئيسي، لأن من المرجح إذا بدأت المحادثات من الصفر أن تستغرق وقتًا أطول.
واتخذ كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني موقفًا غامضًا، مشيرًا إلى أن كل شيء نوقش في الجولات الست السابقة من المحادثات بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران ما زال مفتوحًا للنقاش.
وقال باقري للصحافيين: "ما نوقش في الجولات الست السابقة في فيينا تمخض عن مشروع وليس اتفاقًا. والمشروع خاضع للمفاوضات".
ومضى قائلًا: "لا اتفاق على شيء إلى أن يتم الاتفاق على كل شيء. وبالتالي كل ما تم التوصل إليه في جولات المحادثات السابقة يمكن التفاوض عليه".
رفع العقوبات أولوية إيرانية
ورغم ذلك، ترحب طهران بـ"تفاؤل حذر" بنتائج الجولة الافتتاحية من المفاوضات النووية في فيينا، وتكشف عناوين الصحف الإيرانية على اختلاف توجهاتها عن ذلك.
ويرى مدير مركز الدراسات التطبيقية أصغر زارعي في حديث إلى "العربي" أنه في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران فإن "الأمور ستسير بسلاسة ويعود الجميع إلى تعهداته".
ويعتبر زارعي أن "العقدة" في المفاوضات النووية تكمن في "انسحاب واشنطن وإعادة بناء الثقة".
وتأمل طهران باستئناف العمل بالاتفاق النووي لعام 2015 ورفع العقوبات الأميركية التي أعاد فرضها دونالد ترمب بعد الانسحاب من هذا الاتفاق عام 2018.
ورغم "الأجواء الإيجابية" وعدم تأثيراتها بعد على السوق الإيرانية، تواصل طهران البعث برسائلها، حيث أعدت ميزانية البلاد للعام المقبل بافتراض "بقاء العقوبات"، فيما تؤكد الخارجية الإيرانية أن دورها الاقتصادي سيتركز إلى جانب العمل على رفع العقوبات على نسج تحالفات وعقد اتفاقيات تسهل التجارة الإيرانية وتعزز الصادرات، خصوصًا مع دول الجوار.
ويقول الباحث في الشؤون الاقتصادية أحمد صالحي في حديث إلى "العربي" من طهران: إنّ "الاختراق الأساسي في هذه المفاوضات هو أن إيران اقتصاديًا بات لديها خيارات أخرى من الصين إلى دول الجوار التي تعزز علاقاتها معها". ويعتبر أن ذلك يعزز موقفها التفاوضي.
"تحول حذر" في مباحثات فيينا
من جهته، أفاد مراسل "العربي" في فيينا بأن هناك تحولًا كبيرًا لكنه أوضح في الوقت ذاته أنّ نص الاتفاق تم إنجازه من الجانب الأوروبي، بمعنى أنه "لا يعني وجود موافقة أميركية عليه أو إيرانية".
وأشار إلى أن أوروبا تلعب دور الوسيط يعززه الموقفان الروسي والصيني الداعم لإيران، مؤكدًا وجود أسئلة "شائكة" أوروبية وأميركية بشأن أجهزة الطرد المركزية الإيرانية.
بدوره، أوضح مراسل "العربي" في طهران أن الحديث عن "التقدم المفاجئ" في المحادثات النووية يعبر أكثر عن وجهة النظر الأوروبية.
ونقل عن مصادر مطلعة في طهران "نفيها" حدوث أي تقدم، وأن الأمور في تلك المفاوضات "ما زالت" في بداياتها. وقالت المصادر إنّ التقدم في المفاوضات مرهون بالحصول على تعهدات وضمانات أميركية برفع العقوبات.
ووفق مراسل "العربي" نقلًا عن المصادر الإيرانية فإن الاجتماع الذي حصل اليوم يتعلق بلجنة رفع العقوبات، وأن الاجتماع الذي يتناول البرنامج النووي الإيراني سيعقد غدًا الأربعاء في فيينا، مشيرًا إلى أن "ما يهم إيران بالدرجة الأولى هو رفع العقوبات".