السبت 16 نوفمبر / November 2024

"سيدي بوزيد مهد الربيع"... ما الذي تغيّر بعد عقدٍ كامل؟

"سيدي بوزيد مهد الربيع"... ما الذي تغيّر بعد عقدٍ كامل؟

شارك القصة

وثائقي من إنتاج "التلفزيون العربي" يلقي الضوء على المدينة التونسية التي انطلقت منها شرارة الثورة قبل 10 سنوات، ويطرح تساؤلات حول التغيرات التي طرأت على واقعها.

 إنها سيدي بوزيد، مهد الربيع العربي وباكورته. مدينةٌ تونسيّة على الهامش تقع في الوسط الغربيّ، انتقلت في لحظةٍ تاريخيّةٍ فاصلةٍ إلى دائرة الضوء، بعد إحراق أحد شبابها لنفسه غضباً واحتجاجاً، فأضحى أيقونة، وتحوّلت قضيّته إلى ثورةٍ شعبيّةٍ عامّة تجاوزت حدود الولاية.

على مدى عقودٍ طويلة، بقيت سيدي بوزيد تعاني من التهميش الاقتصاديّ، حتى ضرب الفقر أطنابه فيها، من دون أن تقدّم الدولة أيّ حلولٍ لتنميتها، قبل أن تصبح مصدر "رعبٍ" لها قبل عشر سنوات، وتفرض على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الفرار والخنوع.

لكن، بعد عقدٍ من الزمن، ما الذي تغيّر في سيدي بوزيد؟ كيف أصبح واقعها وتطوّرت حالها؟ وما الذي حلّ بسكّانها ومواطنيها، بعدما قادوا الحراك الثوريّ الأهمّ في التاريخ العربيّ الحديث، وفق ما يصنّفه المؤرّخون والعارفون؟

أيقونة الربيع العربي

عن هذه الأسئلة، يحاول وثائقي "سيدي بوزيد... مهد الربيع" الذي ينتجه "التلفزيون العربي"، أن يقدّم الإجابات، استناداً إلى شهادات من واكبوا الثورة التونسيّة، ثورة الياسمين المجيدة، منذ البدايات، ولا يزالون يعايشون واقع المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى قبل عشر سنوات، وفتحت الطريق أمام ثورات الربيع العربي.

ومن الأرشيف، ينطلق الوثائقي ليستعيد "سرديّة" الثورة، مع حادثة "البوعزيزي" الشهيرة، الشاب الذي لُقّب بـ "أيقونة الربيع العربي"، والذي وقف محتجاً وغاضباً أمام مبنى البلدية في سيدي بوزيد بعد مصادرة عربته وصفعه، فأحرق نفسه احتجاجاً، وسرعان ما لبّى أبناء مدينته نداءه، فنزلوا بالآلاف متضامنين متعاطفين.

عقدٌ كاملٌ مرّ ولم يُزهِر الربيع في سيدي بوزيد، حقيقةٌ ربما يكون الأشد مرارة منها أنّ الأمور تكاد تكون على حالها منذ ما قبل الثورة

ويستعيد الوثائقي ملياً محطّات هذه الثورة، فيتوقف عند الجاهزية النضالية التي عكسها سكّان سيدي بوزيد، ممّن أرادوا أن يرسموا لتونس مستقبلاً ظنّوه أفضل ممّا كان عليه. كما يسترجع أداء النظام في المواجهة، استناداً إلى تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق، والذي يتحدّث عن ثلاث مراحل يكاد يكون "استخدام القوة" عاملاً مشتركاً بينها.

الربيع لم يزهر

ومن الأرشيف إلى الواقع، ينتقل وثائقي "سيدي بوزيد... مهد الثورة" ليستطلع واقع المدينة التي كانت تُصنَّف من المدن "تعيسة الحظ"، إذ يعتمد اقتصادها المتواضع على نشاطها الفلاحي، ولطالما صُنِّفت كواحدةٍ من بؤر الفقر والبطالة في تونس.

لكنّ الإجابة، التي يؤكدها أهل الاختصاص، قد لا تكون كما يتمنّى المرء، إذ إنّ البطالة لا تزال نفسها، والفقر ذاته، فيما يتحدّث الخبراء عن أرقام "مفزعة" توثّقها تقارير المنظمات الدولية، بل يقرعون جرس الإنذار، بالحديث عن "جرأة" مطلوبة لإعلان "الإفلاس".

باختصار، عقدٌ كاملٌ مرّ ولم يُزهِر الربيع في سيدي بوزيد. حقيقةٌ يخلص إليها الوثائقي، قد يكون الأمَرّ منها أنّ الأمور تكاد تكون على حالها منذ ما قبل الثورة، بما فيها مظاهر الغضب التي عادت، باستثناء متغيِّرٍ يتيمٍ، ولكن جوهريّ، يتمثل بغياب "سطوة" بن علي...

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close