"سيقلب خارطة الاقتصاد".. هل أسست الصين مصرفًا بديلًا للبنك الدولي؟
روجت بعض الحسابات المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا قالت إنّه "سيقلب خارطة الاقتصاد العالمي رأسًا على عقب"، وادّعت فيه أنّ الصين أسّست مصرفًا بديلاً للبنك الدولي بالتعاون مع 57 دولة.
وتناقلت تلك الحسابات صورة تجمع الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، مرفقة بخبر عاجل: "الصين تحصل على موافقة 57 دولة للانضمام إلى بنك الصين الذي سينافس البنك الدولي".
واعتبر المنشور أنّ هذه الخطوة تأتي "لهدم للنظام المالي القديم"، مضيفًا أن "العالم يتغير كل يوم وما زال الرئيس الأميركي جو بايدن يحلم بتحالف غربي".
ما حقيقة هذا الخبر؟
بحث "العربي" عن أصل للخبر، لكنّه لم يجد شيئًا اسمه بنك الصين أسّس حديثًا، فهو غير موجود في الأساس.
أما ما قد تشير إليه الحسابات المصرية فهو "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية"، وهو بنك دولي فكرت الصين في تأسيسه عام 2013 وباشرت العمل به عام 2014 وليس مؤخرًا.
وبالفعل، حصلت الصين على موافقة 57 دولة للانضمام إلى هذا البنك، لكنّ ذلك كان عام 2015، أي قبل 7 سنوات، علمًا أن البنك يضم حاليًا 105 أعضاء، وينظر إليه على أنه يخدم الطموح التوسعي الصيني، حيث بدأت مشروعات البنك بطريق الحرير الجديد، وهي خطة لتطوير دول جوار الصين.
وتركزت مشروعات "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" في دول مثل باكستان وطاجيكستان وبنغلاديش، وهي تهدف إلى خلق فرص استثمارية للشركات الصينية لبيع بضائعها.
ماذا عن صورة الرئيسين الصيني والروسي؟
أما الصورة المرفقة بالخبر والتي تجمع الرئيسين الصيني والروسي، فلا تسمن ولا تغني من جوع، إذ يكفي معرفة أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قرر تعليق جميع الأنشطة المتعلقة بروسيا وبيلاروسيا، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك "لحماية السلامة المالية" للمجموعة.
وفي الخلاصة التي توصّل إليها "العربي" نتيجة البحث والتحريات، فإنّ البنك الذي تدعمه وتسيطر عليه الصين منذ سنوات "يهدف لخدمة مصالحها لا أكثر"، بحسب ما يرد أيضًا في تحليل لـ"بي بي سي" منذ 2016.