الإثنين 16 Sep / September 2024

سيناريوهات لتصعيد غير متوقّع.. هل تخرج الحرب في أوكرانيا عن نطاق السيطرة؟

سيناريوهات لتصعيد غير متوقّع.. هل تخرج الحرب في أوكرانيا عن نطاق السيطرة؟

شارك القصة

فقرة من "الأخيرة" تناقش التوقّعات الغربية بطول أمد الحرب الأوكرانية (الصورة: غيتي)
على الرغم من أن فكرة الهجوم النووي غير مرجّحة، إلا أنه لا يزال خيارًا محتملًا، نظرًا للقدرة الروسية وغموض العقيدة النووية الفعلية لموسكو.

تقترب الحرب الروسية على أوكرانيا من دخول شهرها السادس، وسط تخوّف من "خروج الصراع طويل الأمد عن نطاق السيطرة"، وبما تحمّله تداعيات اتساع دائرة الحرب على أمن واستقرار العالم بأكمله.

ورغم الحديث عن أن كلا الطرفين قد تخطيا خطوطهما الحمراء- روسيا بتصعيدها العسكري داخل أوكرانيا، واستمرار الغرب بمدّ كييف بالمساعدات وفرض العقوبات على روسيا- إلا أن مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تؤكد أن "الطرفين لم يتجاوزا خطوطهما الحمراء الحقيقية بعد".

وأكدت المجلة أن هناك رغبة غربية - روسية في "تجنّب حرب أوسع"، إلا أن الصراع قد يخرج عن السيطرة، حتى لو لم يتخذ أي من الطرفين قرارًا متعمدًا لاستخدام الأسلحة النووية.

وذكرت المجلة أن بوتين لا يستطيع "الانخراط في حرب أوسع"، لافتقاد روسيا القدرة "الاقتصادية والعسكرية" على تغيير نظام الحكم في أوكرانيا، وعدم قدرتها على "مواجهة القدرات العسكرية للناتو".

من جهته، يريد الرئيس الأميركي جو بايدن أن تفوز أوكرانيا بالحرب "بشروطها وعلى أراضيها"، لكنه لا يريد أن تصبح الحرب "إقليمية".

لكنّ الصحيفة أوضحت أن بعض "الأحداث العرضية" الناتجة عن "طول أمد الصراع"، قد تكون مخيفة أكثر من التصعيد المتعمّد.

ما هي سيناريوهات التصعيد غير المقصود؟

 أشارت المجلة إلى أن حادثًا واحدًا قد يكون ذريعة لدوامة تصعيدية، كما حدث خلال الحرب الباردة.

وتبرز المخاوف في أن يقوم القادة العسكريون الروس، بما وصفته المجلة بـ"مغامرات غير محسوبة، عبر توجيه ضربات عسكرية صاروخية أو جوية" ضد أهداف خارج أوكرانيا، من أجل وقف "مرور الأسلحة إلى كييف".

وأشارت إلى أن واشنطن قد تعتبر الهجوم الروسي "هجومًا على دولة عضو في الناتو"، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى "اتساع دائرة الصراع بين الجانبين"، من خلال حرب مباشرة بين "روسيا وحلف شمال الأطلسي".

ورأت المجلة أن الدعاية الرسمية الروسية تزيد من مغبة "اتساع دائرة المواجهة"، إذ تصف الهجوم على أوكرانيا بأنه "صراع بين روسيا والغرب"، كما لوّح مسؤولون روس باستهداف "دول أوروبية" أكثر من مرة.

ورأت أن سيناريو تصعيد  آخر من الجانب الأوكراني، يتمثّل في أن تستهدف كييف العمق الروسي بضربات محددة لأهداف عسكرية، ولكن الخطورة تكمن بأن تخطىء القوات الأوكرانية الهدف وتُصيب "هدفًا مدنيًا رئيسيًا داخل روسيا".

ويُمكن أن تستخدم موسكو هذا الأمر ذريعة، خاصة مع تواصل تصدير الأسلحة لأوكرانيا، لرد عسكري قد يمتد إلى داخل أراضي دول الناتو".

كما أشارت إلى أن قيام روسيا بشنّ "هجمات سيبرانية على البنية التحتية الحيوية في أوروبا والولايات المتحدة"، قد يؤدي إلى "اتساع دائرة الصراع".

وإذ أشارت إلى أنه على الرغم من أن فكرة الهجوم النووي غير مرجّحة، إلا أنه لا يزال خيارًا محتملًا، نظرًا للقدرة الروسية وغموض العقيدة النووية الفعلية لموسكو.

وأكدت المجلة أنه على الرغم من هذه المخاطر، يساعد الهدوء في رد الفعل والصبر في منع خروج الصراع الأوكراني عن نطاق السيطرة، موضحة أنه في حالة وقوع حادث- عمل حربي روسي ضد بلد خارج أوكرانيا على سبيل المثال، وإن لم يأمر به بوتين- سيكون من الضروري أن تراجع واشنطن وحلفاؤها الوضع بدقة، وبمنطق متزن.

وبينما لا تزال النتيجة النهائية للحرب الروسية الأوكرانية  "غير مؤكدة" في ظلّ متغيّرات سياسية واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية متتالية لدى طرفي الصراع، إلا أن المجلة أكدت أن "خروج الحرب في أوكرانيا عن نطاق السيطرة، سيتسبّب بحرب كبرى تستمرّ لسنوات، وفي فوضى عالمية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close