تربط العديد من دول العالم الحصول على جنسيتها بإقامة سنوات محددة في البلد بالإضافة إلى شروط أخرى، لكن ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية قررت إضافة شرط آخر يتعلق مباشرة بإسرائيل.
فألمانيا لها شروطها التي لا تختلف عن بقية دول العالم مثل سنوات الإقامة ونظافة السجل الجنائي، والتمتع بمهارة كافية للتواصل بلغة البلد، والنجاح في اختبار الجنسية.
ويمكن الحصول على الجنسية الألمانية بعد قضاء ثماني سنوات في البلد، وقد تصبح خمسًا أو ثلاثًا في حالة ما يسمى تحقيق "إنجازات الاندماج الخاصة"، بموجب مشروع قانون تسهيل إجراءات منح الجنسية للمهاجرين، بل وفتح المجال أمام ازدواجية الجنسية.
لكن ولاية ساكسونيا أنهالت أضافت إلى هذه الشروط، شرطًا آخر وهو التزام المتقدم بطلب الجنسية الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
الاعتراف بإسرائيل "مصلحة وطنية لألمانيا"
جاء ذلك، في مرسوم أرسلته وزارة الداخلية في ساكسونيا أنهالت للسلطات المحلية في الولاية ينص على وجوب الاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود "باعتباره مصلحة وطنية لألمانيا".
وبحسب وسائل إعلام ألمانية، فإنه يجب على المتقدمين للحصول على الجنسية الألمانية أن يلتزموا كتابة ذلك، وتأكده عند التجنيس أنه لا توجد مؤشرات إلى وجود مواقف معادية للسامية بحسب المرسوم.
وفي حال إصرار المتقدم على الجنسية بما قد يفسر أنه ضد ما تعتبره ألمانيا مساعي ضد النظام الأساسي الحر والديمقراطي، أو إنكارًا لحق إسرائيل في الوجود، سيتم حرمانه من الجنسية.
دعم إسرائيل شرط للتجنيس
هذا القرار لا يبدو أنه يأتي منفصلًا عن السياق السياسي الألماني الذي يتم فيه إعلان الدعم المطلق لإسرائيل.
فقد سبق وتحدثت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعد اجتماعها بالسفير الإسرائيلي لدى برلين، عن وجود قانون قيد الدراسة في البرلمان الألماني يمنع من ارتكبوا أفعالًا معادية للسامية من الحصول على الجنسية الألمانية.
كما أن رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدريش ميرتس، كان أيضًا من أبرز الداعين إلى ربط التجنيس بالالتزام بحق إسرائيل في الوجود.
وصرح ميرتس لقناة محلية أن من واجب الدولة أن تفرض تعهدًا قاطعًا بحق إسرائيل في الوجود. ومن لا يوقع على ذلك، فليس له مكان في ألمانيا"، بحسب تصريحه.
بدوره، كان رئيس كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان الألماني تورستون فراي، قد اقترح أيضًا ربط منح الجنسية الألمانية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وأكد أنه على أن المرشحين للحصول على الجنسية الألمانية أن يعلنوا صراحة التزامهم بحق دولة إسرائيل في الوجود، على حد تعبيره.
استغراب النشطاء
لكن هذا الإجماع السياسي الألماني على مسألة دعم إسرائيل مطلقًا، والذهاب في اتجاه فرض جعل الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود شرطًا للتجنيس، لا يوجد بنفس الزخم في منصات التواصل الاجتماعي.
فعلى سبيل المثال يرى ماثو تاور أن ألمانيا تجبر طالبي الجنسية على إعلان الولاء لنظام الفصل العنصري الذي يمارس الإبادة الجماعية، ويتساءل: "هل يحكمكم نتنياهو؟".
أما رافاييل فريستون فيقول: "عندما يكون بلد ما مثقلًا بالذنب بسبب جرائم القتل التي ارتكبها في الماضي، فإنه لم يعد بإمكانه الحكم في حياد على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل على الشعب الفلسطيني"، بحسب منشوره على منصة "إكس".