وصلت البعثة الفلسطينية الرياضية، صباح اليوم الخميس، إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة في أولمبياد باريس، وسط حفاوة بالغة حيث احتشد العشرات في مطار شارل ديغول للترحيب بالرياضيين القادمين من مطار الملكة علياء في الأردن.
وحطت الطائرة التي تقل أفراد البعثة الفلسطينية الأولمبية القادمين من رام الله بالضفة الغربية، عبر الأردن، في تمام الساعة 6:17 صباحًا بتوقيت باريس، يتقدمه رئيس اللجنة الأولمبية جبريل الرجوب، الذي سيمثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حفل الافتتاح الرسمي يوم غد الجمعة على نهر السين.
وانضم للبعثة الأولمبية الرياضيون الفلسطينيون، الذين كانوا موجودين في باريس ضمن معسكر تدريبي، فيما حاصر العشرات أفراد البعثة بهتافات مدوية، وشعارات:" تحيا فلسطين"، و"من باريس إلى غزّة مقاومة مقاومة".
"إبادة جماعية"
وتتألف البعثة الفلسطينية لأولمبياد باريس 2024 من 8 رياضيين، هم: السبّاحان فاليري ترزي ويزن البواب، ولاعب التايكوندو عمر إسماعيل، ولاعب الجودو فارس بدوي، والملاكم وسيم أبو سل، والعداءتان ليلى المصري ومحمد دويدار، ولاعب رماية السكيت (الأطباق) خورخي أنطونيو صالحي.
ورفرفت الأعلام الفلسطينية في قاعة الاستقبال، وتزين مستقبلو البعثة بالكوفيات التقليدية، وجرى توزيع الحلويات والتمور على الحاضرين، فيما برز بشكل مميز الحضور غير العربي بين المستقبلين، حيث قدم ناشطون من مختلف البلدان.
وقالت ريبيكا، طالبة نيوزيلندية بعمر الخامسة والعشرين، والتي جاءت لتدعم الفلسطينيين لوكالة فرانس برس: "أنا إنسان، لدي قلب، لدي تعاطف، أرى أن ما يحدث في غزة الآن هو إبادة جماعية".
400 شهيد وشهيدة من الرياضيين الفلسطينيين
من جانبه، أكد الرجوب أهمية مشاركة فلسطين في الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، و"تقديم صورة نموذجية ومشرقة عن الرياضة الفلسطينية"، وذلك خلال لقائه أفراد البعثة برفقة السفيرة الفلسطينية لدى فرنسا هالة أبو حصيرة.
وأشار الرجوب إلى أن الرياضيين المشاركين "هم سفراء لقضيتهم الفلسطينية العادلة، ويحملون على عاتقهم تقديم عذابات ومعاناة وصمود الانسان الفلسطيني المتشبث بأرضه، في هذا الحدث الذي سيكون محط أنظار العالم".
وتابع :"إن هذه المشاركة تأتي في ظل ظروف غير مسبوقة تمر بها الحركة الرياضية الفلسطينية، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس منذ عشرة أشهر، والتي أسفرت عن ارتقاء نحو 400 شهيد وشهيدة من الرياضيين الفلسطينيين".
وكانت اللجنة الأولمبية الفلسطينية، قد طالبت قبل أيام بإقصاء إسرائيل من ألعاب باريس بسبب "خرقها الهدنة الأولمبية" جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وعن رفض اللجنة الأولمبية الدولية طلب نظيرتها الفلسطينية وتبنيها سياسة "الحياد"، قال الرجوب لفرانس برس "هذا ظلم لفلسطين. وهذا يؤكد أن هناك مؤسسات دولية تصر على الكيل بمكيالين، وعلى عدم الالتزام بالميثاق الأولمبي ولا بالقوانين والأنظمة ولا بأخلاق الرياضة".
"إلهام الأجيال الشابة"
وكان المدير الفني للجنة الأولمبية الفلسطينية نادر الجيوسي، قد أكد في وقت سابق أنّ مجرد حضور رياضيين من بلاده للمشاركة في الألعاب "له أهمية لا تصدق، ليس فقط كوسيلة لإلهام الأجيال الشابة، ولكن أيضًا لتعزيز الهوية الفلسطينية على المسرح العالمي".
وأضاف أن أولئك الذين يتنافسون في باريس "ستُسجّل أسماؤهم في كتب التاريخ تحت اسم فلسطين"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ الرياضيين الفلسطينيين "حضروا للمنافسة والفوز بالميداليات الذهبية".
بدورها، تحدّثت السفيرة الفلسطينية في باريس هالة أبو حصيرة عن "ضرورة إنهاء جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة، وضرورة إنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري ضد أهلنا في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة".
وخطفت السباحة الفلسطينية فاليري ترزي المولودة في الولايات المتحدة، والتي نشأت بالقرب من نجمات المنتخب الأميركي للسباحة، الأضواء في مطار باريس، وقالت ابنة الرابعة والعشرين التي ستشارك في سباق 200 م متنوّعة لفرانس برس: "وُلد جدي ونشأ في غزة. غادر وعندما أراد العودة لم يستطع".