يروي مقطع مصوّر يظهر زوجين فلسطينيين في رحلة بحثهما عن ابنهما المفقود قبل أن يعثرا عليه بين الشهداء، أحد أشد فصول مأساة أهالي غزة قسوة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 15 يومًا.
ففي لقطات مؤلمة رصدتها كاميرا المصوّر محمد سلامة، ظهرت الأم المكلومة تخرج هاتفها وهي بجانب زوجها الطبيب، لتكشف لطبيب آخر عن صورة ابنها يوسف بحثًا عنه بين قوائم المصابين، الضائعين، أو جثث الشهداء، وتقول: "يوسف سبع سنين، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو".
وبينما جاب الوالدان زوايا مستشفيات قطاع غزة وهما يصفان ملامح ابنهما للجميع، على أمل أن يكون بخير مع أحد الأشخاص. إلا أن أحد المصورين تعرف على الطفل وعرض صورته عليهما وأخبرهما بأنه في غالب الظن بين الشهداء.
في بداية الأمر، لم يصدق والد يوسف ووالدته الخبر، وذهبا للتأكد بنفسيهما، آملين أن يكون ما يحدث مجرد حلم مزعج.
لكن بعدما وقفا عند باب المشرحة، دخلا إليها ليجدا صغيرهما يوسف بين الشهداء فعلًا.
"الواقع بأم عينه"
مقطع الفيديو انتشر على وسائل التواصل، ووصفه مدوّنون "بالفيلم الذي لم يحصل على جائزة الأوسكار".
لكن أحد المستخدمين اعتبر أن مشهد والد الطفل يوسف ووالدته ليس من فيلم ولا هو محاولة لتجسيد واقع مؤلم، بل هو للأسف الواقع بأم عينه، بينما تحدث آخر عن اللحظات التي مشاها الأب مثقلًا بأفكاره وهو في طريقه لمعرفة إن كان ابنه قد استشهد.
وقال: "أفكر بخطوات الطبيب من الطوارئ إلى المشرحة، فهي قد تستغرق دقيقتين سيرًا على الأقدام، لكنها مرت عليه بالتأكيد وكأنها سنة".
وأضاف: "بعيدًا عن الضجة من حوله كان تفكيره منصبًا على الأسئلة التالية: هل يكون طفلي، ماذا لو كان هو بالفعل، كيف ستستمر الحياة؟ كيف سأبلغ أمه وأخاه؟".