استشهد 12 فلسطينيًا على الأقل في قصف إسرائيلي، فجر الأحد، استهدف مسجد بلال بن رباح في النصيرات وسط قطاع غزة، حسبما أفادت قناة الأقصى على منصة تلغرام.
ولليوم الـ23 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 8 آلاف شهيد وآلاف الجرحى وأكثر من 1800 مفقود بينهم ألف طفل على الأقل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأظهرت كاميرا "العربي" حجم الدمار الكبير والواسع الذي لحق بالمنطقة إثر الغارات الإسرائيلية، حيث المنازل المدمرة بالكامل، فضلًا عن تدمير مسجد في المكان، ناهيك عن تضرر عدد من العربات والسيارات.
وأفاد مراسل "العربي" من مخيم النصيرات باسل خلف، بأن دمارًا كبيرًا حل في المنطقة الشرقية من المخيم، مع وصول عدد كبير من الشهداء إلى مستشفى "شهداء الأقصى" في ساعات الفجر الأولى جراء الغارات الإسرائيلية.
وأضاف مراسلنا أن عددًا كبيرًا من الناس أصبحوا الآن بلا مأوى، مشيرًا إلى وجود نازحين أتوا من مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة أصبحوا الآن أيضًا بلا مأوى.
ولفت إلى أن ما تفعله فرق الدفاع المدني هو محاولة إزالة بعض الجدران الآيلة للسقوط، وفتح شارع قد يؤدي إلى إمكانية تحرك الناس هنا لتفقد ما الذي جرى في المكان.
القصف الإسرائيلي في مخيم النصيرات
وفي حديث لـ"العربي"، قال أحد سكان المخيم: "كنا نائمين، عندما جاءت طائرات الاحتلال من طراز "إف-16"، ومسحت المكان بأكمله.
وأضاف: "كنا آمنين في منازلنا، ونأوي نازحين في بيوتنا، وإسرائيل تقوم بقتل الأطفال"، مرددًا "حسبي الله ونعم الوكيل على إسرائيل".
وتابع أن منزله كان يأوي 70 نازحًا جاؤوا من بيت حانون وجباليا، وأصبحوا الآن مشتتين ومشردين بلا أي مأوى.
وقال شاهد عيان من المخيم إن كل الدمار الهائل في المنطقة هو بفعل وحشية وعنجهية الاحتلال الإسرائيلي الذي يقصف المدنيين والآمنين والأطفال والنساء بدون سابق إنذار.
وأضاف أن أغلب البيوت في هذه المنطقة قديمة ومتهالكة نوعًا ما، مشيرًا إلى أن الاحتلال تعمد أن يقصف هذا المكان بوحشية وأن يحدث دمارًا شاملًا حتى الحيوانات لم تسلم منه.
وأفاد شاهد آخر يسكن في المنطقة المجاورة للمخيم، بأنه سمع صوت الزجاج المتناثر وبكاء وصياح الناس، مشيرًا إلى أنه حاول الوصول للمكان لعدم وجود سيارة إسعاف أو دفاع مدني بفعل قطع الاتصالات نهائيًا عن قطاع غزة.
وفيما لفت إلى أن استهداف الأطفال والنساء هو بنك الأهداف الإسرائيلي، أشار إلى أنه لا يوجد مكان آمن نهائيًا في غزة فحتى المسجد قصفه الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي عانى الويلات منذ أكثر من سبعين عامًا من حروب في ظل الهجمة الإسرائيلية البربرية.