السبت 16 نوفمبر / November 2024

شهر على سيطرة طالبان.. غوتيريش: الأمم المتحدة قد تتحاور مع الحركة

شهر على سيطرة طالبان.. غوتيريش: الأمم المتحدة قد تتحاور مع الحركة

شارك القصة

رغم تشكيل طالبان حكومتها وإبدائها ليونة في التعامل مع الغرب إلا أنها لا تحظَ حتى الآن باعتراف دولي (غيتي)
رغم تشكيل طالبان حكومتها وإبدائها ليونة في التعامل مع الغرب إلا أنها لا تحظى حتى الآن باعتراف دولي (غيتي)
أكد غوتيريش أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستخدم أداة للمساعدة في إقناع طالبان باحترام الحقوق الأساسية، ومنها حقوق النساء والفتيات.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء، أن أي إشارة إلى أن المنظمة الدولية يمكنها حل مشكلات أفغانستان "ضرب من الأوهام"، وأن قدرتها على التوسّط من أجل تشكيل حكومة أكثر شمولًا محدودة.

وأعرب غوتيريش عن اعتقاده بأن "ثمة توقعات لا تستند إلى أساس" بأن الأمم المتحدة لديها تأثير كبير على الأوضاع، باعتبارها المنظمة الدولية الرئيسية التي لا تزال موجودة هناك.

وأرسلت دول عدّة آلاف الجنود لأفغانستان وأنفقت مبالغ طائلة على مدى 20 عامًا؛ منذ أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بطالبان لإيوائها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وأنفقت الولايات المتحدة تريليون دولار سدى، إذ انهارت الحكومة والجيش الأفغانيان اللذان دعمتهما واشنطن قبيل انسحاب كامل للقوات الأميركية وقوات الدول الأخرى في أغسطس/ آب.

وقال غوتيريش قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في نيويورك الأسبوع المقبل: "من يظن، في ظل فشلهم في حل مشكلات أفغانستان رغم كل هذه الموارد، أن بوسعنا الآن، ودون تلك القوات والأموال، حلّ المشكلات التي لم يتمكنوا من حلّها خلال عقدين فهو واهم".

وأضاف أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها من أجل بلد "على شفا أزمة إنسانية كبيرة"، وقرّر الحوار مع طالبان بغية مساعدة سكان أفغانستان البالغ عددهم 36 مليون نسمة.

"لا تنتظروا المعجزات"

وكان نصف سكان أفغانستان يعتمدون على المساعدات حتى قبل سيطرة طالبان على العاصمة كابل. ومن المتوقّع أن يزيد ذلك العدد فيما يبدو بسبب الجفاف ونقص السلع الأساسية، وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن 14 مليونًا على شفا المجاعة.

وأشار غوتيريش إلى أنه يدعم الجهود الرامية لإقناع طالبان بتشكيل حكومة أكثر شمولًا ممّا كانت عليه قبل 20 عامًا. 

وأوضح أن الأمم المتحدة ليس لديها قدرة تذكر على الوساطة، وينبغي لها التركيز على "موقعها باعتبارها منظمة دولية موجودة هناك لدعم الشعب الأفغاني".

وقال: "لا تنتظروا المعجزات". وشدد على أن الأمم المتحدة قد تتحاور مع طالبان، "لكن الحركة لن تقبل مطلقًا أن يكون للمنظمة دور في تشكيل حكومة أفغانية جديدة".

وذكر غوتيريش أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستخدم أداة للمساعدة في إقناع طالبان باحترام الحقوق الأساسية، ومنها حقوق النساء والفتيات.

وتعهّدت الحكومات بتقديم أكثر من 1.1 مليار دولار مساعدات هذا الأسبوع لأفغانستان وبرامج اللاجئين في البلدان المجاورة.

شهر على وصول الحركة

إلى ذلك، مرّ أمس شهر على وصول حركة طالبان إلى قصر الحكم في العاصمة الأفغانية كابل.

ورغم تشكيلها حكومتها وإبدائها ليونة في التعامل مع الغرب، إلا أنها لا تحظى حتى الآن باعتراف دولي.

من جهة أخرى، أعلن قائد الجيش الأفغاني بالوكالة قاري فصيح الدين أن حكومة تصريف الأعمال تعمل على تشكيل جيش نظامي في المستقبل القريب.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في كابل: إن المشاورات تجري مع مسؤولين عسكريين في الجيش النظامي السابق لتشكيل هذا الجيش، وتولّي مهام الدفاع عن أفغانستان.

وشدد على أنه لن يسمح لأحد بزعزعة الاستقرار في البلاد والاخلال بالأمن.

"ليس أمرًا صعبًا"

ويشير رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والسياسية في كابل مصباح الله عبد الباقي، إلى أن تشكيل الجيش من الناحية الإدارية ليس أمرًا صعبًا، لأن ضباط وجنود الجيش السابق مسجّلون جميعًا في قاعدة البيانات الموجودة في وزارة الدفاع وبالتالي فإن استدعاءهم ليس أمرًا صعبًا، لا سيما الضباط الصغار الذين لم يتركوا البلاد ولم يخرجوا مع الأميركيين.

ويقول في حديث إلى "العربي" من أنقرة: إن المشكلة الأساسية تكمن في أن الجيش النظامي في البلاد يتقاضى رواتب. وحيث إن قوامه كان حوالي 300 ألف شخص، فإن الرواتب ضخمة جدًا.

ويذكّر بأن "نظام الجيش السابق في عهد كل من ظاهر شاه ومحمد داوود خان وقبل استيلاء المجاهدين على كابل، كان مبنيًا على الخدمة الإجبارية في الجيش؛ كل شاب يخدم في الجيش لسنة أو سنتين بحسب القوانين السائدة في تلك الفترة".

ويخلص إلى القول: إن إعادة الجيش ليس أمرًا صعبًا من الناحية الإدارية، لكن من الناحية المالية ليس بالمسألة السهلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، رويترز
تغطية خاصة
Close