الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

شهيدة ونازحة ومعيلة لأسرتها.. سيدات غزة يكافحن العدوان وسط معاناة كبيرة

شهيدة ونازحة ومعيلة لأسرتها.. سيدات غزة يكافحن العدوان وسط معاناة كبيرة

شارك القصة

حرم العدوان الفلسطينيات في غزة من أدنى مقومات
حرم العدوان الفلسطينيات في غزة من أدنى مقومات العيش والخصوصية - غيتي
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بمآسي كبيرة للمرأة الفلسطينية التي شكلت إلى جانب الأطفال غالبية ضحايا هذا العدوان وسط معاناة فقدت خلالها مقومات خصوصيتها.

يفوق الاكتظاظ الشديد مراكز النزوح في جنوبي قطاع غزة، بسبب تدفق اللاجئين إليها مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي دخل اليوم السبت، يومه الـ85. 

ففي مدينة رفح، توزع اللاجئون في مدارس تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وكذلك في خيام وما يشبهها كانت قد وضعت على عجل، الأمر الذي يحول دون قدرة النساء على اقتطاع مساحة لخصوصيتهن في استخدام دورات المياه.

حرمان من الخصوصية

وأعاق استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وتشديده مع بداية العدوان، دخول مستلزمات النساء الصحية، بالتزامن مع غياب المياه اللازمة للشرب والنظافة والاستحمام

وحرمت أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في فترة الحيض من الحصول على منتجات النظافة الخاصة إلا بشكل محدود، وَفق تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وروت إحدى اللاجئات لمراسل "العربي" معاناتها هناك، فقالت: "أنا كامرأة إذا أردت دخول الحمام، فعلي أن أنتظر في صف طويل من ربع إلى ثلث ساعة، لأقضي حاجتي في الحمام". 

أعمال لا تناسبهن

وفي ظل هذه الحرب التي تتسع رقعتها تمارس النساء أعمالًا لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، كتقطيع الحطب لصنع الخبز والجلوسِ ساعات أمام النيران، التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب وأوراق الشجر.

وحكت سيدة في إحدى الخيام لـ"العربي" ما يتسبب به الدخان المنبعث من نيران الطهي، فيما قالت سيدة أخرى: "هناك معاناة في صنع العجين، والغسيل، وحتى في تأمين مياه الشرب، أو الاستخدام". 

وتواجه الفلسطينيات ضغوط نفسية بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب، بدءًا من استشهاد أفراد من عائلاتهن وترك منازلهن، مرورًا بفقدان مقومات الحياة الأساسية، وليس انتهاء بصعوبة إطعام أطفالهن.

جريمة ضد الإنسانية

وطالبت لاجئة في رفح بتأمين الفوط الصحية للنساء والفتيات، وقالت: "نقف بالطوابير لتأمين الفوط الصحية، لنتفاجأ بأن الرزمة التي كانت تبلغ 2 شيكل، باتت في 10 شيكل". 

واتخذ الاعتداء على حقوق المرأة الفلسطينية أبعادًا مرعبة منذ السابع من 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، موعد بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، حيث أصبح آلاف منهن ضحايا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية وفق تأكيدات المقررة الأممية الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات.

ويسود وضع كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة حيث اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.

ودخلت الحرب الدموية الإسرائيلية يومها الـ85 في ظل تصاعد الهجمات والاعتداءات على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث بلغ العدد الإجمالي للشهداء إلى 21507، أي نحو 1% من سكان القطاع، جلهم من الأطفال والنساء، ويُخشى أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة أسفل أنقاض الأحياء المدمرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close