في اليوم الـ84 من العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل سقوط الشهداء والجرحى بغارات وقصف مكثفين على القطاع، فيما واجهت المقاومة توغل قوات الاحتلال.
فصباح اليوم الجمعة، استشهد وأصيب العشرات جراء تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي، لعدة مناطق وسط وجنوب القطاع الذي يواجه عدونًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأفادت مصادر طبية أن 36 شخصًا على الأقل استشهدوا جراء قصف طائرات الاحتلال ومدفعيته عدة منازل في مخيمي المغازي النصيرات وسط القطاع، بينما لا يزال عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل المُستهدفة.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 187 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ24 المنصرمة، ما يرفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 21507، أي نحو 1% من سكان القطاع، ويُخشى أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة أسفل أنقاض الأحياء المدمرة.
الاحتلال لم يكتف باستهداف المنازل المدنية في عدوانه، فقد كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمّر أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، من أصل 325 موقعًا في القطاع.
وأشار "الإعلامي الحكومي"، إلى أنه وثق من بين تلك المواقع المستهدفة "مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة".
المقاومة تتصدى لتوغل الاحتلال
وبينما يتواصل التوغل الإسرائيلي في القطاع، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الجمعة، تنفيذ عدة عمليات عسكرية بوجه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة.
وكشفت الكتائب التي تخوض قتالًا عنيفًا في أكثر من محور بالقطاع، أنها تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع كانت في مهمة استخبارية بمنطقة بيت حانون شمالي القطاع.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري التابع لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت مستوطنات "حوليت" و"صوفا" و"نير إسحاق"، برشقات صاروخية، وحشود عسكرية بقذائف الهاون بمنطقة عبسان شرق خانيونس.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة عزمه "السيطرة" على منطقة خربة خزاعة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
هذا ويتكبد جيش الاحتلال خسائر يومية في معارك غزة. ووفقًا للمعطيات، قتل 502 ضابطًا وجنديًا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 168 قتلوا منذ بداية العملية البرية.
نزوح عشرات الآلاف بظروف صعبة
وأدت الضربات الإسرائيلية المكثفة إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبًا البالغ عددهم 2.3 مليون شخص من منازلهم مرة واحدة على الأقل، ويفر الكثيرون الآن لثالث أو رابع مرة وكثيرًا ما يلوذون بخيام بدائية أو يتكدسون أسفل ألواح من القماش المشمع والبلاستيك في العراء.
فبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" التابع للأمم المتحدة، اضطر 100 ألف فلسطيني للتوجه إلى منطقة رفح قرب الحدود مع مصر خلال الأيام الأخيرة، بسبب الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المناطق الوسطى من قطاع غزة المحاصر ومنطقة خان يونس جنوبًا.
بدورها، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن جيش الاحتلال قتل 308 فلسطينيين كانوا يحتمون بمنشآتها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وكانت الوكالة كشفت الجمعة أن جنودًا إسرائيليين أطلقوا النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال قطاع غزة "على طريق حدده الجيش".
تخوف أممي من امتداد الصراع
على الصعيد الإنساني، شدد منسق منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة جاكوب بيرنز على أن قرار مجلس الأمن الدولي إدخال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة ليس حلّاً طالما لم يتم إعلان وقف إطلاق النار.
من جهته، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الجمعة عن قلق بالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة في ظل النزوح والظروف الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
وفي إطار التحركات الدولية بوجه آلة القتل الإسرائيلية، طلبت جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية الجمعة إصدار أمر عاجل تعلن فيه أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية في عدوانها على غزة.
بدوره، بحث عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني اليوم الجمعة، مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة حماية المدنيين وزيادة المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلق بالغ" إزاء امتداد الصراع في قطاع غزة، وحث جميع الأطراف على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بهدف تحقيق السلام الإقليمي.
أما الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، فلفت إلى أن "الأوان حان لأن تنتهي الهمجية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".
مظاهرات تضامنًا مع قطاع غزة
وفي إطار التضامن مع فلسطين، شارك عشرات آلاف اليمنيين، الجمعة، في تظاهرات دعمًا لقطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.
وانطلقت التظاهرات، التي دعت إليها جماعة "الحوثي"، في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، أبرزها العاصمة صنعاء، وذلك تحت شعار "معكم حتى النصر.. والأميركي لن يوقفنا".
كما شارك آلاف المغاربة في وقفات احتجاجية بعدة مدن بالمملكة، عقب صلاة الجمعة، تضامنًا مع فلسطين وقطاع غزة ومنادين بـ"إسقاط التطبيع" مع إسرائيل.
كما شهدت العديد من المحافظات الأردنية وقفات ومسيرات تضامنية مع الفلسطينيين، مع حلول الجمعة الثانية عشرة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إلى ذلك، حظر رئيس وزراء الحكومة المؤقتة في باكستان، أنفارول الحق كاكار، كافة احتفالات العام الجديد بالبلاد تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.