الثلاثاء 3 Sep / September 2024

شوكة الطعام.. كيف أصبحت مادة أساسية على الموائد في أوروبا؟

شوكة الطعام.. كيف أصبحت مادة أساسية على الموائد في أوروبا؟
السبت 13 يوليو 2024

شارك القصة

ظهرت شوكة الطعام في الإمبراطوية البيزطية ثم بدأ استعمالها في باقي قارة أوروبا - غيتي
ظهرت شوكة الطعام في الإمبراطوية البيزطية ثم بدأ استعمالها في باقي قارة أوروبا - غيتي

تخيل أن تتناول السباغيتي من دون استخدام شوكة الطعام، لكن هذا بالفعل ما كان يفعله الإيطاليون في العصور الوُسطى، ولو أنّهم كانوا يعانون الأمرّين لتناول أطباقهم التقليدية.

اليوم، اختلف الوضع، حيث أصبحت الشوكة جزءًا أساسيًا من أدوات المائدة، وبات استخدامها طبيعيًا وبديهيًا شأنها شأن الملاعق، فهي أداة مطبخ بسيطة وفعالة في الوقت نفسه.

ومع ذلك، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الأداة المذهلة هي أحدث إضافة لأدوات المائدة، إذ عاش الناس بدون شوك لآلاف السنين على الرغم من أن شكل الشوكة كان موجودًا لقرون، بل لفترة أطول بكثير من الأدوات الأخرى.

بدايات استخدام شوكة الطعام

أولى الأشكال التاريخية لشوكة المائدة – "آر إم جي"
أولى الأشكال التاريخية لشوكة المائدة – "آر إم جي"

وبحسب موق "آر إم جي" كانت الأدوات التي تشبه الشوك تُستخدم فقط لثقب الطعام أو تثبيته في مكانه أثناء التقطيع، وكانت تحتوي على شُعبتين أو ثلاث مستقيمة وبالتالي لم تكن مفيدة لتناول الطعام بشكل عام.

وقبل أن تصبح الشوكة مستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، كان الناس يعتمدون على الملاعق والسكاكين وكانوا يأكلون معظم الطعام ويستخدمون ملعقة مشتركة عند الحاجة مما كان يجعل تناول أي وجبة غير صحي للغاية.

ووفق موقع "ميراكيكي كيتش"، يذكر أول وصف مثير للاهتمام للشوكة في مخطوطة تعود إلى القرن الحادي عشر من الإمبراطورية البيزنطية.

ويرجح أن تقديم الشوكة إلى أوروبا كان في القرن العاشر على يد ثيوفانو، زوجة الإمبراطور أوتو الثاني البيزنطية، وانتقلت إلى إيطاليا بحلول القرن الحادي عشر وأصبحت شائعة بين التجار بحلول القرن الرابع عشر.

ويُعتقد أن أميرة الإمبراطورية كانت مشهورة بعاداتها الدقيقة وهي عدم لمس الطعام بأصابعها، ولهذا كانت تأمر خادماتها بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة، حيث كانت تلتقطها بأداة ذهبية ذات شُعبتين.

واستمر الاستخدام الضئيل للأداة الشبيهة بالشوكة في العصور الوسطى (القرن الخامس عشر - السادس عشر)، قبل أن تنتقل إلى دول مختلفة، ولا سيما في أوروبا. 

أداة "ملكية" في فرنسا

شوكة تعود لحوالي عام 1760 - غيتي
شوكة تعود لحوالي عام 1760 - غيتي

ومن الإمبراطورية البيزنطية، وصلت الشوكة أيضًا إلى فرنسا مع السيدة كاثرين دي ميديتشي، التي كانت تنظم مهرجانات طعام عامة لاستعراض القوة الملكية.

وكان الطعام الذي تجولت به في البلاد قد جعل الشوك شائعة؛ على الرغم من أنها كانت تُستخدم بشكل عرضي.

وبحلول أوائل القرن الثامن عشر، بدأ الناس في شراء مجموعات من أدوات المائدة الفضية لطاولات الطعام، ولم يصبح استخدام الشوكة شائعًا إلا في منتصف القرن الثامن عشر، خاصة في فرنسا؛ حيث كانت تُوجه الانتقادات لأولئك الذين يستخدمون الشوكة بشكل غير صحيح.

البريطانيون سخروا من الشوكة

كارولين يونغ كاتبة مشهورة في ذلك الوقت، كتبت وتتبعت العصر المضطرب للشوك حتى أواخر القرن التاسع عشر، تقول إن البريطانيّين لم يكونوا يستخدمون الشوك وكانوا يعتبرون ذلك "غير رجولي".

فبينما كان أولاد عمهم الأوروبيون يستمتعون بأدواتهم الجديدة لتناول الطعام، كان البريطانيون يسخرون من هذا "التأثير الأنثوي" للإيطاليين، حيث كان الرجال البريطانيون يأكلون بأيديهم وكانوا فخورين بذلك. 

أكثر من ذلك، فإنّ بعض المتدينين رأوا أن الشوكة هي ترف مفرط، وأن الله بحكمته قد منحنا شوكًا طبيعية في أصابعنا، وأن استبدالها بهذه الأدوات المعدنية يُعَد إهانة له، بحسب "آر إم جي".

وفي النهاية، أدرك البريطانيون أهميتها بحلول القرن الثامن عشر، في نفس الوقت الذي أصبحت فيه الشوكة المنحنية ذات الأربع شُعب شائعة بعد تطويرها في ألمانيا.

أداة أساسية في يومنا

أنواع واستخدامات مختلفة لشوكة الطعام – "أكاديمي دو كويزين"
أنواع واستخدامات مختلفة لشوكة الطعام – "أكاديمي دو كويزين"

وعليه، أصبحت الشوكة أداة منزلية يومية واشتهرت خلالها الشوك الإيطالية لتناول الباستا، واستمرت الرحلة حتى السبعينيات عندما تم تقديم الشوك ذات الخمس شعب. 

وفي وقت لاحق في الثمانينيات، أصبحت الشوك البلاستيكية شائعة لتصبح الشوك كما نعرفها اليوم في عصر ما بعد الحداثة وتحديدًا في التسعينيات.

واليوم، تأخذ الشوك أشكالًا وأحجامًا متعددة فهناك شوك مختلفة لعدة أصناف من الطعام، وشوكة أخرى للسلطات والفواكه، بالإضافة إلى الشوك الأصغر المخصصة للحلويات.

ومع انتشار استخدام الشوك، أصبحت تقنيات استخدامها شائعة حتى أصبح تعلم الفروق الدقيقة طريقة للاندماج مع المجتمعات والمناسبات الراقية؛ وحتى يومنا هذا ما زال الناس يخطئون في استخدامها لكثرتها واختلافات استخدامها.

المصادر:
ترجمة
Close