مع تصاعد حدّة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، يتمسك أهل الأرض أكثر فأكثر بفلسطين، رافضين التنازل عن شبر من أراضيها.
ففي حين تريد إسرائيل تهجير عائلات فلسطينية من حي "الشيخ جراح"، وتسليم بيوتها لمستوطنين إسرائيليين، يؤكّد أصحاب المنازل المهدّدة بالتهجير المضي بالكفاح من أجل إحقاق الحق.
وهذا ما شدّد عليه نبيل الكرد مالك أحد البيوت المهدّدة في حي "الشيخ جراح" خلال اتصال مع "العربي".
ونقل الكرد المشهد من الحي في أول أيام عيد الفطر، مشيرًا إلى أن المشهد على حاله إذ ما زالت حكومة الاحتلال تهدد بترحيل السكان وسرقة بيوتهم علمًا أن لا ملكية لها في أي من هذه البيوت، بل تتّكل على قوتها السياسية التي تحارب من خلالها.
ويضيف صاحب البيت: "القانون الموجود في إسرائيل صُمّم لصالح المستوطن الإسرائيلي إنما بالنسبة للفلسطينيين فهو غير عادل.. كل هدفهم ألا يكون هناك وجود للفلسطينيين في القدس".
ويردف أنّه لغاية الآن وللمستقبل، "من المستحيل أن نحوّل مسارنا، بل سنمضي إلى حين تحصيل كافة حقوقنا فهذه أرضنا وبلادنا، ونحن من لنا الحق فيها وليس هم".
لسنا خائفين وسنأخذ حقنا
وعن المضايقات التي تعرّض لها أصحاب البيوت في الشيخ جراح لا سيما زيارات عدد من النواب المتطرفين في الكنيست، يكشف نبيل الكرد بأن هذه الممارسات ما زالت مستمرة بأمر من الحكومة الإسرائيلية.
ويشرح أن بعض البيوت حاول أن يستملكها بعض المستوطنين تحت ضغط السلاح، "لكننا الحمد لله لسنا خائفين وسنبقى مستمرين وعلينا أن نأخذ حقّنا".
لكنّه يقرّ بصعوبة اتخاذ إجراءات قانونية لدحر الطمع الإسرائيلي، لا سيما أن الأزمة مرتبطة أيضًا بالمملكة الأردنية الهاشمية، فالأرض تابعة للأردن وهي من أعطتها للفلسطينيين، "لذلك عليها أن تحارب بدورها الكيان الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية لتثبت حقنا وحقها في الأرض".
ويتابع الكرد: "موقع الشيخ جرّاح استراتيجي بالنسبة إلى إسرائيل، فهو صلة الوصل بين القدس الشرقية والغربية والمواقع العسكرية في الجامعة العبرية".
وفي سياق متّصل، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، على عشرات الفلسطينيين الذي تجمعوا سلميًا في حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة، للتضامن مع العائلات المهددة بالتهجير لصالح إسرائيليين.