Skip to main content

صدمات وكوابيس ومخاطر.. عمليات الحوثيين تؤثر على عمل البحارة

الأربعاء 19 يونيو 2024
شن الحوثيون لأول مرة ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على البحر الأحمر في نوفمبر الماضي- إكس

أُصيب المهندس البحري اليوناني كوستاس راسياس (34 عامًا)،‬‬‬ بصدمة حين سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن بالقرب من سفينته في البحر الأحمر، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وسأل نفسه عما هو أكثر أهمية، "حياتي أم دخل أفضل؟". وحينها، أخذ على نفسه عهدًا بأن يتوقف عن الإبحار في المياه المحفوفة بالمخاطر.

ومع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، يرفض البحارة المصدومون الإبحار عبر البحر الأحمر، حسبما أظهرت مقابلات مع أكثر من 15 من أفراد طواقم السفن والمسؤولين في قطاع الشحن.

وتضاعف الهجمات من مشكلة نقص البحارة التي تواجه القطاع بالفعل على مستوى العالم بعد أن أدت جائحة كورونا إلى إبقاء البحارة على متن السفن لعدة أشهر إلى جانب الحرب في أوكرانيا التي تسببت في مخاطر في البحر الأسود.

وقال مصدر في القطاع مطلع على الأزمة "البحارة أقل عددًا وأقل إقبالًا على الإبحار عبر تلك المنطقة، وصار التحدي أكبر الآن".

وشن الحوثيون لأول مرة ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ على الممر المائي المهم في نوفمبر/ تشرين الثاني فيما يقولون إنه تضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي أكثر من 70 هجومًا، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا ثلاثة بحارة على الأقل، بحسب "رويترز".

إطالة زمن الرحلات

واليوم الأربعاء، أكد منقذون غرق ناقلة الفحم "توتور" المملوكة لليونان، التي تعرضت لهجوم في البحر الأحمر يوم 12 يونيو/ حزيران. وغرقت السفينة "روبيمار"، المملوكة لبريطانيا، في الثاني من مارس/ آذار.

وتراجع إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 78% في مايو/ أيار مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، حسبما يظهر تحليل من منصة بروجكت 44 للخدمات اللوجستية، حيث تؤثر الشركات الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول إفريقيا، مما يزيد التكاليف ويطيل فترة الرحلات.

وقال راسياس، العضو في نقابة المهندسين البحريين اليونانيين (بيمين)، ردًا على سؤال عما إذا كان سيعود مرة أخرى "جوابي واضح للغاية، وهو لا".

وأضاف: "نحث أعضاء النقابة على عدم الاستسلام للضغوط ووضع سلامتهم وحياتهم في المقام الأول والمطالبة بعدم العمل في مناطق الحرب بأي ثمن".

والتقى تشارلز واتكينز، خبير علم النفس السريري والرئيس التنفيذي في مؤسسة مينتال هيلث سبورت سوليوشنز مع 40 بحارًا من طاقمي سفينتين أبحرتا عبر البحر الأحمر. وخلص إلى أن كثيرين منهم أصيبوا بصدمات بينما يفكر بعضهم في ترك المجال.

وقال واتكينز: "يمكن أن تحدث لهم اضطرابات في النوم وكوابيس، ويمكن أن يصابوا بالذعر بسهولة ويمكن أن يشعروا بالتوتر، ويمكن أن تتطور لديهم رغبة مفاجئة في عدم تناول أي طعام".

لا تدريب على مواجهة هجوم

ونشرت معظم السفن فرق حراسة مسلحة على متنها للمساعدة في الدفاع عن الطاقم إذا ما تعرضت لهجمات، لكن نادرًا ما يتم تدريب الطاقم أو تجهيزه لمواجهة صراع.

وذكر جون كانياس رئيس العمليات البحرية في الاتحاد الدولي لعمال النقل أن الاتحاد يساند البحارة إذا اختاروا عدم الإبحار.

ومن حق ما يقرب من 360 ألف بحار تغطيهم اتفاقية الاتحاد الدولي لعمال النقل في جميع أنحاء العالم رفض الإبحار في مناطق حرب محددة والمطالبة بالعودة إلى الوطن على نفقة الشركة المالكة للسفينة.

وقال كانياس إنه تم توسيع إحدى هذه المناطق في البحر الأحمر، والمعروفة باسم "منطقة العمليات الحربية"، بناء على طلب الاتحاد الدولي لعمال النقل.

وتابع قائلًا: "أصبح العديد من الشركات المالكة لسفن أكثر ترددًا الآن في الإبحار عبر المنطقة لأنها ببساطة لا تريد تعريض حياة البحارة للخطر".

يمر أكثر من 80% من التجارة العالمية عبر البحر، ويعمل نحو 1.8 مليون بحار في السفن، وعدد البحارة المؤهلين يتناقص.

ووفقًا لأحدث تقرير عن القوى العاملة البحرية نُشر في عام 2021، هناك حاجة إلى انضمام نحو 18 ألف بحار إضافي كل عام لتلبية الطلب، وإلى آلاف البحارة رفيعي المستوى لخدمة الأسطول البحري البالغ قوامه 80 ألفًا.

وقال مسؤول من الاتحاد إن بعض البحارة اليونانيين طلبوا بالفعل نقلهم إلى سفن أخرى لتجنب البحر الأحمر.

وذكر مسؤولون أن أربع شركات يونانية على الأقل قررت في الأشهر القليلة الماضية عدم عبور المنطقة.

وقال جورج لوجوثيتيس الرئيس التنفيذي لشركة ليبرا جروب الخاصة في الولايات المتحدة: "لا نحب التربح من آلام الآخرين. لن نرسل سفننا إلى هناك".

المصادر:
رويترز
شارك القصة