تطوي العائلة المالكة في بريطانيا، السبت المقبل، صفحة جديدة مع تتويج الملك تشارلز الثالث، في مشهد يحاكي العصور الوسطى ولكن بشكل حديث.
ويعود تاريخ التتويج الفخم ورمزيته إلى أكثر من ألف عام، لكن تتويج الملك الجديد سيتضمّن تحوّلات جديدة في التقاليد مقارنة بتتويج والدته الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عامًا.
وصعد تشارلز تلقائيًا إلى العرش عندما توفيت والدته إليزابيث في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي. وأُعلن رسميًا ملكًا لبريطانيا بعد يومين في حفل تمّ بثه على شاشة التلفزيون.
لماذا التتويج إذا كان تشارلز ملكًا بالفعل؟
لا يوجد سبب قانوني للتتويج، وقد ألغت الملكيات الأوروبية الأخرى الاحتفالات المماثلة.
لكن هذا الحدث الديني والمثقل بالشعارات، هو تأكيد رسمي أكثر لدور تشارلز رئيسًا للدولة ورئيسًا فخريًا لكنيسة إنكلترا، ويهدف إلى إظهار أن سلطة الملك "مستمدة من الله".
وكان دير وستمنستر مكانًا لاحتفالات التتويج منذ تتويج ويليام الفاتح عام 1066.
من سيحضر التتويج؟
وفي إشارة إلى التغيير في التركيبة الدينية للمملكة المتحدة، سيكون للزعماء الدينيين البوذيين والهندوس واليهود والمسلمين والسيخ دور في التتويج، في انعكاس لتعهّد الملك تشارلز بأن يكون "المدافع عن الأديان"، بدلًا من "المدافع عن الإيمان".
ومن المتوقّع أن يحضر حفل التتويج 100 رئيس دولة إلى جانب أفراد العائلة المالكة، بدءًا من ولي عهد الياباني أكيشينو وزوجته كيكو، إلى ملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيزيا.
وسيركع وريث العرش أمير ويلز وليام أمام والده، ويتعهّد بولائه فيما يعرف باسم "تكريم الدم الملكي".
كما سيحضر الأمير هاري حفل تتويج والده، وذلك قبل أيام قليلة من أول دعوى قضائية أقامها هاري ضد الصحافة الشعبية البريطانية، والتي يمكن أن تكشف المزيد من الأسرار العائلية.
ما أهمية التتويج؟
يُعتبر التتويج فرصة للملك تشارلز للحصول على تأييد الشعب البريطاني، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع الدعم للنظام الملكي في السنوات الأخيرة.
ورغم أنّ انتقاد التاج الملكي كان خافتًا نسبيًا في السنوات الأخيرة احترامًا للملكة وللعقود الطويلة من خدمتها للبلاد، فمن المرجح أن يكون هناك المزيد من النقاش حول ما إذا كانت بريطانيا لا تزال بحاجة إلى الملكية أو ما إذا كان ينبغي أن تصبح جمهورية مع رئيس دولة منتخب.
ويخطّط زعيم جماعة "الجمهورية" المناهضة للملكية لدفع أكثر من ألف متظاهر يرتدون ملابس صفراء، للهتاف "تشارلز ليس ملكي"، أثناء مرور الموكب الملكي.
قبل أيام من مراسم تتويج #الملك_تشارلز.. الشرطة البريطانية تُلقي القبض على رجل مسلّح في محيط قصر باكنغهام الذي يشهد حراسة مكثفة، استعداداّ لمراسم سيحضرها ملوك وقادة من حول العالم#بريطانيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/bsNxYdELZZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 3, 2023
في المقابل، وبالنسبة للغالبية العظمى، سيكون التتويج فرصة للاحتفال بكونهم بريطانيين، أو لإظهار دعمهم لمؤسسة هي موضوع سحر للكثيرين في جميع أنحاء العالم.
من يدفع فاتورة التتويج؟
سيدفع الشعب البريطاني فاتورة التتويج. لا يوجد تقدير رسمي حتى الآن للكلفة الحقيقية للحفل. وتقدّر بعض التقارير أنه قد يتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني (125 مليون دولار).
وقال متحدث باسم قصر باكنغهام، أمس الثلاثاء، إنّ بعض التقديرات كانت "خيالية"، وإن التكلفة الحقيقية سيتم تقاسمها لاحقًا.
ويأتي الاحتفال في الوقت الذي تجهد فيه بريطانيا للتغلّب على أزمة غلاء المعيشة التي تركت الكثيرين يكافحون لتدفئة منازلهم هذا الشتاء والحصول على الغذاء.