بصفته الابن الأكبر للملكة إليزابيث، أصبح الأمير تشارلز، الملك الجديد لبريطانيا بشكل فوري، بعد وفاة والدته اليوم الخميس عن عمر 96 عامًا.
وفي أول بيان له، وصف تشارلز وفاة والدته بـ"أكبر لحظة حزن" بالنسبة إليه.
ومنذ أن كان في الثالثة من عمره، حصل تشارلز على لقب وريث العرش البريطاني، لكنّه انتظر منذ ذلك الحين، لحظة وصوله إلى سدة العرش.
ويُعتبر تشارلز الذي يكمل عامه الـ74 بعد شهرين، أكبر وأقدم وريث شرعي في تاريخ بريطانيا؛ وأقدم وريث شرعي لمنصب "أمير ويلز" حيث تولّى هذا المنصب منذ يوليو/ تموز 1958.
تبوأ تشارلز منصب الوريث الشرعي، و"دوق كورنوال" و"دوق روثيزاي" منذ عام 1952. كما ورث لقب "دوق إدنبرة" عند وفاة والده في 9 أبريل/ نيسان 2021.
حياته الشخصية
في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1948، ولد تشارلز في قصر باكنغهام. وفي 15 ديسمبر من عام 1952، توفي جده الملك جورج السادس، لتخلفه ابنته إليزابيث الثانية، ما جعل تشارلز وليًا للعهد بصفته الحفيد البكر لجده الراحل.
أصبح تشارلز أول ولي عهد يتلقّى تعليمه خارج القصر الملكي عام 1955، حيث ارتاد مدرستي تشيم وغوردونستون، وهما المدرستان اللتان تلقى فيهما والده الأمير فيليب تعليمه.
وانتقل بعدها إلى شمال شرقي إسكتلندا، ليلتحق بكلية كامبريدج التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في الفنون.
في 11 فبراير/ شباط عام 1970، تولّى تشارلز مقعدًا في مجلس اللوردات، قبل أن يلتحق في 8 مارس/ آذار عام 1971 بالقوات الجوية الملكية حتى عام 1976.
وألقى خطابه الأول في يونيو عام 1974، فكان أول فرد من العائلة الملكية يتحدث من مجلس اللوردات منذ عصر إدوارد السابع.
عام 1981، تزوّج تشارلز الليدي ديانا سبنسر، وأنجبا طفلين هما وليام (1982) وهاري (1984)، لكنه انفصل وديانا عام 1996، عقب نشر الصحف أنباء عن علاقات للزوجين خارج إطار الزواج. وبعد عام على الطلاق، توفيت الأميرة ديانا في حادث سير غامض.
عام 2005، تزوّج تشارلز من شريكته السابقة كاميلا باركر بولز زواجًا مدنيًا، بعد علاقة طويلة. وبوفاة الملكة إليزابيث، أصبحت كاميلا "ملكة مرافقة"، أي أنها ملكة غير ذات حقّ أصلي، وحين تنتهي فترة حكم زوجها تفقد لقبها الملكي.
وكانت الملكة الراحلة قد طلبت في وقت سابق منح كاميلا لقب "ملكة كونسورت"، بعد تتويج تشارلز ملكًا.
حياد سياسي
على مدار حياته، حاول تشارلز الالتزام بمبدأ "الحياد السياسي" الذي يطالب به أفراد العائلة المالكة في بريطانيا.
في فيلم وثائقي عرض لمناسبة عيد ميلاده السبعين عام 2018، أكد تشارلز أنه سيتوقّف عن القيام بأي مداخلات علنية بشأن القضايا السياسية فور تنصيبه ملكًا.
غير أنه أثار الجدل عندما تدخل في بعض الشؤون السياسية، حيث وصف في حديث خاص، خطط الحكومة البريطانية لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا بأنها "مروّعة"، مؤكدًا أنه "يشعر بأكثر من مجرد خيبة الأمل حيال سياسة" الحكومة البريطانية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أثار تشارلز الجدل مجددًا، بعدما نشرت صحيفة "صنداي تايمز" أنه "قبل مدفوعات بقيمة مليون جنيه إسترليني من عائلة أسامة بن لادن" كتبرعات لمؤسسته الخيرية".
عام 2008، وصفت صحيفة "ديلي تلغراف" تشارلز بأنه "أكثر أفراد العائلة المالكة اجتهادًا في العمل".
وتولّى تشارلز مهامًا رسمية عدة نيابة عن الملكة، حيث رأس مكاتب الاستثمار، وحضر جنازات كبار الشخصيات الأجنبية، علاوة على حضور المناسبات الوطنية الهامة.
وفي خطاب عاطفي ألقاه لمناسبة اليوبيل البلاتيني لجلوس والدته على العرش، أشاد تشارلز بوالدته، قائلًا إنها وحّدت الأمة ولا تزال تصنع التاريخ منذ جلوسها على العرش قبل 70 عامًا.
أسّس تشارلز "برنسز تراست" عام 1976، ويرعى جمعياتها الخيرية ماديًا، وهو عضو ورئيس وراع لأكثر من 400 منظمة وجمعية خيرية. وحصل على جوائز وأوسمة لجهوده في إطار الدفاع عن البيئة.
ومنذ عام 1993، عمل تشارلز على تأسيس مدينة باوندبوري، وهي مدينة جديدة مخططة قائمة على تفضيلات الأمير الخاصة.
وبتوليه العرش البريطاني اليوم، يُعتبر تشارلز أكبر ملك متوّج في تاريخ المملكة المتحدة، حيث يعود اللقب للملك ويليام الرابع الذي تولّى العرش عام 1830، عن عمر ناهز 64 عامًا.