الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

صفقة بين إيران وأميركا.. هل تهيأت الظروف لإحياء الاتفاق النووي؟

صفقة بين إيران وأميركا.. هل تهيأت الظروف لإحياء الاتفاق النووي؟

شارك القصة

نافذة على "العربي" تسلط الضوء على طبيعة وأهداف تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة (الصورة: تويتر)
شكّلت الصفقة بين إيران والولايات المتحدة مفصلًا جديدًا في العلاقات بين الطرفين، ما طرح علامات استفهام حول إمكانية انسحاب هذه الإيجابية إلى ملفات خلافية عالقة.

توصلت الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية إلى صفقة تُطلق بموجبها طهران سراح عدد من السجناء الأميركيين، مقابل حصول إيران على مبالغ مالية كانت محتجزة في كوريا الجنوبية.

وترافق إبرام هذا الاتفاق مع لغة تفاؤل إيرانية، رغم تأكيد الولايات المتحدة على مواصلتها سياسة العقوبات.

ونفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أي علاقة بين الاتفاق وقضايا أخرى، وسط تكهنات غربية إسرائيلية بتفاهمات أوسع عمادها الملف النووي الإيراني.

اتفاقات غير معلنة؟

وأكد عبد اللهيان أن الاتفاق مع واشنطن تمّ وفق "نظرة إنسانية بحتة"، وأنه لا علاقة له بقضايا أخرى.

كما أشار إلى أن تحرير الأموال الإيرانية بموجب الصفقة تمّ بناء على مطالبة طهران، "لأن احتجازها في كوريا الجنوبية غير قانوني".

ولم تبتعد تصريحات الوزير الإيراني في فحواها عن مضامين تصريحات أدلى بها نظيره الأميركي أنتوني بلينكن عقب الإعلان عن الصفقة مع إيران قبل ثلاثة أيام، إذ أكدت واشنطن أنها ستواصل فرض العقوبات على إيران.

وبذلك، نفى الوزيران ما جرى تداوله من أن الصفقة هي جزء من تفاهمات أوسع توصل لها البلدان لتخفيض التوتر.

وتوازيًا مع هذه الصفقة، عمدت طهران إلى تخفيض نسب اليورانيوم المخصّب في منشآتها، بينما نفت واشنطن علمها بأي خطوة إيرانية من هذا القبيل.

تحسين بيئة المفاوضات النووية

في هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر: "منذ سنوات يجري العمل على استعادة الأميركيين الذين احتجزوا ظلمًا في إيران إلى وطنهم، وبذات الوقت تسعى واشنطن لتحسين البيئة العامة لجعلها مناسبة للتحضير للاتفاق النووي".

وأضاف شينكر، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن إدارة بايدن أرادت تحرير الأموال الإيرانية في هذا التوقيت بهدف تمهيد الطريق لأي حوارات أخرى.

ورجّح شينكر أن تكون "الإدارة الأميركية قد توصلت لاتفاق تحرير الأصول ضمن صفقة ضخمة، ويُنظر لها كأمر إشكالي في الولايات المتحدة". 

وبيّن شينكر أن "أولويات الولايات المتحدة في الوقت الراهن هي الصين وحرب أوكرانيا ثم الملف النووي الإيراني".

إيران متمسكة بمواقفها

من جهته، رأى الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار "أن هذه الخطوة لها فوائد على مسارات عدة منها كسر الحصار الظالم من قبل الولايات المتحدة على إيران".

وأضاف شريعتمدار، في حديث إلى "العربي" من طهران، أن "أميركا تدرك أن إيران تصر على مواقفها، وخاصة أن للجمهورية الإسلامية مجموعة من النفقات الإنسانية التي عليها دفعها".

ولفت شريعتمدار إلى "أن المصالح الوطنية لا يمكن المساومة عليها عبر اتفاقات مرحلية مثل اتفاق السجناء، فالملف النووي هو من أكبر هذه المصالح، ولذلك لا علاقة بين المسارين".

وقال: "تصر إيران، رغم الضغوط الأميركية والانسحاب من الاتفاق النووي، على المسار التفاوضي وترفض الحلول النصفية".

مرحلة التهدئة

من جانبه، أشار الخبير في الشأن الإيراني ومدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري إلى أن "المسألة في الصفقة الأميركية الإيرانية مرتبطة بالضرورة الموجودة في البلدين".

ونوه الزويري، في حديث لـ"العربي" من الدوحة، إلى أن "التطورات الدولية لا تسمح لواشنطن وطهران باتخاذ مواقف راديكالية، لذلك التقت مصلحة الطرفين في أن يكون هناك اتفاق".

وذهب الزويري للقول: "هناك محاولة من كل طرف لإعادة التموضع من جديد للتأقلم مع المشهد السياسي الجديد".

وختم بالقول: "إن الهدوء سيكون هو العنوان في المرحلة المقبلة، في ظل انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة، وأخرى برلمانية في الجمهورية الإسلامية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close