أعلنت واشنطن وطهران التوصل إلى صفقة يُفرج بموجبها عن 5 أميركيين محتجزين في إيران مقابل إطلاق سراح واشنطن 5 سجناء إيرانيين لديها، بالإضافة إلى إفراجها عن أصول إيرانية مجمدة بمليارات الدولارات تحت رقابة صارمة.
وتحدثت مصادر دبلوماسية وإعلامية عدة عن أن الصفقة جزء من تفاهمات أوسع بين البلدين توصلا إليها خلال محادثات جرت في سلطنة عمان وتهدف إلى خفض التصعيد المتبادل.
التفاهم بشأن تخصيب إيران لليورانيوم
وقالت المصادر: إن تفاهمات الطرفين غير المعلنة تتضمن إبقاء إيران تخصيب اليورانيوم بمستويات نقاء لا تزيد عن 60% وعدم تنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية من قبل حركات مسلحة محسوبة على طهران في سوريا والعراق.
ووفق دبلوماسيين، تهدف بوادر حسن النوايا في محصلتها إلى عودة الطرفين لمفاوضات بشأن ملف إيران النووي في وقت لاحق من هذا العام، مع الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن غير راغب في إعلان هذا رسميًا خشية انتقادات داخل الكونغرس على حد قولهم.
غير أن وزير الخارجية الأميركي، على حد قولهم، وفي معرض تعليقه على الصفقة، أبدى تشدد واشنطن حيال طهران.
وقال في سياق ذلك: إن بلاده تركز على إعادة مواطنيها إلى وطنهم، لكنها ستواصل التصدي لما وصفه بأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها وستستمر في فرض عقوباتها.
مقدمة لمناقشات جديدة
في هذا السياق، اعتبر مستشار الوفد الإيراني المفاوض في مباحثات الملف النووي محمد مرندي أن الاتفاق الحالي هو لتبادل سجناء إيرانيين احتجزوا من قبل الولايات المتحدة الأميركية ولمواطنين أميركيين احتجزوا من قبل إيران، إضافة إلى الإفراج عن أصول إيرانية.
وأشار في حديث إلى "العربي" من طهران إلى أن تنفيذ هذا الاتفاق بشكل صحيح ربما يكون إشارة إلى احتمال مناقشة مسائل أخرى.
وقال مرندي: "إذا ما أظهرت الولايات المتحدة نوايا حسنة، فربما تؤخذ الخطوات الضرورية لإعادة إحياء الاتفاق النووي في ظروف تشعر فيها إيران أن واشنطن لن تخونها فيها".
اتفاق نتيجة سنوات من المفاوضات
من جهتها، أوضحت كبيرة الباحثين في مركز ستيمسون باربارا سلافين في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن هذا الاتفاق يفرج عن أصول ورهائن وأتى نتيجة سنوات من المفاوضات.
وقد استغرقت المفاوضات وقتًا طويلًا بسبب وجود مليارات الدولارات من الأصول المجمدة في كوريا الجنوبية ستنقل إلى المصرف المركزي في قطر، وسيكون لإيران إمكانية الوصول إليها في ظل آليات معقدة كان من الصعب إرسائها، حسب باربارا.
كما لفتت إلى أنه ثمة تقرير مهم نشرته صحيفة "وال ستريت جورنال" ويتحدث عن خفض إيران لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60%.
وقالت: "إذا ظهرت صحة ما ورد في التقرير، فسيثبت حينها أن إيران تود خفض التصعيد مع الولايات المتحدة وباقي دول العالم".
أهمية الدور القطري
من جانبه، أشار أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إلى أنه من الواضح أنه كان هناك وساطة رسمية قطرية، معتبرًا أن ذلك يعزز الدور القطري في المفاوضات الدولية كوسيط.
وقال فريحات في حديث إلى "العربي" من الدوحة: "هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيه الدوحة دورًا مهمًا، فقد كان هناك دور وساطة فاعلة في ملف الانسحاب الأميركي من أفغانستان".
ولفت إلى أن الاتفاق بين واشنطن وطهران يعطي الدوحة دورًا مهمًا على اعتبار أن الأموال التي سيتم الإفراج عنها ستنتقل إلى البنوك القطرية.
كما شدد فريحات إلى أهمية الدور العماني الذي ربما قد مهّد إلى مثل هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.