دعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد اليوم الجمعة الحكومة العراقية إلى "حماية" الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي، وذلك في بيان أكّد فيه تعرّض السفارة الأميركية لهجوم صاروخي لم يسفر عن ضحايا.
وقال المتحدّث في بيان: "ندعو حكومة العراق مجددًا، كما فعلنا في مناسبات سابقة، أن تفعل ما بوسعها لحماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت شركائنا في التحالف"، مضيفًا: "نكرر أننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية طواقمنا في أي مكان في العالم"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
واستهدفت ثلاثة صواريخ على الأقلّ فجر الجمعة السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء في بغداد قبل أن تسقط في محيط هذا الحيّ المحصّن الذي يضمّ سفارات أجنبية ومؤسسات حكومية عراقية، كما أفاد مسؤول أمني عراقي لوكالة "فرانس برس".
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت اليوم الجمعة بسماع دوي انفجارات بالقرب من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، حيث تتعرض قواعد عراقية تضم قوات أميركية لهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وأشارت الوكالة إلى انطلاق صفارات الإنذار تدعو الناس إلى الاحتماء، وفقًا لما نقلته عن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من مكان الحادث تم التحقق منها من قبل مصدر مطلع، بحسب "رويترز".
استئناف الهجمات
ووفقًا لـ"رويترز"، لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت أنظمة الدفاع الجوي للسفارة الأميركية قد تم تفعيلها أو ما إذا كانت هناك أضرار.
ولاحقًا، قال مصدران أمنيان: إن المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية في بغداد تعرضت لعدة صواريخ فجر اليوم الجمعة، بحسب ما نقلت "رويترز".
ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن أي هجوم على السفارة الأميركية اليوم الجمعة، والذي وقع حوالي الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي.
وفي السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تعرّضت قاعدة عسكرية تضمّ قوات أميركية وقوات في التحالف الدولي في غرب العراق لهجوم بـ"طائرة مسيّرة".
ومنذ توقفت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة مطلع ديسمبر الجاري، استأنفت الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المتمركزة في سوريا والعراق.
وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي الهجوم على قاعدة "عين الأسد". وكانت تبنّت كذلك معظم الهجمات التي شنّت ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ أسابيع.
ورداً على تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران.
وفي الثالث من ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية "دفاعًا عن النفس" ضدّ "خمسة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد"، ما أدّى إلى مقتل المقاتلين الخمسة، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية.
هجمات متواصلة على المواقع الأميركية
وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجومًا منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول ضدّ قواتها في العراق وسوريا، أي بعد عشرة أيام من اندلاع العدوان على قطاع غزة، وفق حصيلة جديدة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.
وأواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، استهدفت ضربات أميركية مرتين مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق أسفرت عن مقتل تسعة مقاتلين.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت الماضي، أي قبل يوم من الضربة في كركوك، "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية"، حسب بيان صادر عن مكتبه.
وجدّد السوداني في الوقت نفسه "التزام الحكومة العراقية حماية مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق"، في إشارة إلى القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي الموجودة في بلاده، وفق البيان نفسه. وقصفت واشنطن ثلاث مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا.