في خضم التوتر المتواصل بين روسيا والغرب، أظهرت صور أقمار اصطناعية جديدة تعزيز موسكو قواتها العسكرية في شبه جزيرة القرم بالقرب من أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية.
ويتزامن الكشف عن الحشود العسكرية الروسية في وقت تضغط فيه موسكو على الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها بشأن نشر لقوات حلف شمال الأطلسي في الشرق من حدودها.
حشود روسية متواصلة
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية، التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا، قاعدة عسكرية في القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، وقد تكدست فيها المئات من المركبات العسكرية المدرعة والدبابات حتى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
فيما كشفت صور التقطها القمر الاصطناعي لنفس القاعدة العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول وهي شبه خاوية، وذلك في ظل حديث غربي عن حشود عسكرية كبيرة لروسيا على الحدود مع أوكرانيا استعدادًا لـ"غزوها"، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو.
وقالت شركة "ماكسار" في بيان: "على مدى الشهر الماضي رصدت صورنا عالية الدقة عددًا من عمليات الانتشار الروسية الجديدة في القرم، وكذلك في مناطق تدريب عدة في غرب روسيا على الحدود الأوكرانية". وأشارت إلى زيادة في النشاط العسكري الروسي في ثلاثة مواقع على الأقل في القرم وخمسة في غرب روسيا.
وكشفت صور أخرى لـ"ماكسار" تعزيزًا للقوات في سولوتي في روسيا قرب الحدود الأوكرانية، حيث أظهرت الصور الملتقطة في بداية ديسمبر تركيزًا أكبر للمعدات العسكرية مقارنة بسبتمبر/ أيلول.
روسيا "تحتفظ" بحق تحريك قواتها
من جهته، أكد الكرملين اليوم الجمعة، أنه يحتفظ بحق تحريك قواته العسكرية على الأراضي الروسية طبقًا "لما تقتضيه الضرورة"، معتبرًا في الوقت ذاته أن الدول الغربية تقوم بمناورات عسكرية استفزازية قرب الحدود الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إنّ موسكو تتحرك للدفاع عن أمنها.
وأضاف: "تحرك روسيا قواتها داخل أراضيها على خلفية تحركات عدائية من خصومها في حلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة وعدة بلدان أوروبية، الذين يجرون مناورات لا لبس فيها قرب حدودنا".
ويتهم قادة الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا روسيا بحشد قواتها مجددًا قرب الحدود الأوكرانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول وذلك بعد حشد سابق في أبريل/ نيسان وحينها نشرت "ماكسار" صورًا لذلك أيضًا.
اقتراحات روسية للتفاوض
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث، الخميس، عن أنّ بلاده تريد تجنب النزاع وهي بحاجة إلى رد "فوري" من الولايات المتحدة وحلفائها على مطالبها بـ"ضمانات أمنية". وتتوقع موسكو إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن في مستهل يناير/ كانون الثاني في جنيف.
وكانت روسيا كشفت عن اقتراحين من شأنهما الحد من النفوذ العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وطرحت التفاوض مع الولايات المتحدة على هذه الإجراءات التي تعتبر أساسية لمنع تصعيد التوتر.
وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما "معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية" و"اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء" في حلف شمال الأطلسي، على حظر أي توسع إضافي للناتو، وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أميركية في الجمهوريات السوفيتية السابقة، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.