تشكل حديقة التجارب الحامة معلمًا سياحيًا مميزًا للزائر الذي يريد اكتشاف العاصمة الجزائر.
وعرفت الحديقة التي تأسست عام 1882، بعد الاستعمار الفرنسي سنة 1830، انهيارًا وترميمًا على امتداد سنواتها.
واستمدت الحديقة شهرتها من الفيلم الشهير "طرزان"، ولاحتوائها حسب منظمات بيئية على أندر النباتات، ومنها تلك المهددة بالانقراض.
فكل وسائل النقل تأتي بالزائر إلى حديقة التجارب التي سميت بهذا الاسم لأنها احتضنت أول مشتلة من تجارب النباتات المختلفة المستقدمة من خمس قارات.
وللحديقة واجهتان، واحدة شمالية تطل على خليج المتوسط وأخرى جنوبية يحرسها مقام شهيد ومتحف الفنون الجميلة.
وعلى امتداد أكثر من 30 هكتارًا تنقسم في طرازها إلى قسمين واحد فرنسي وآخر إنكليزي.
واستلهم الطابع الفرنسي في بنائه من قصور فيرساي، فهو يعتمد على التناظر بين اليمين والشمال، ويتخذ من البحيرات المائية انعكاسًا للنباتات، يعاكسها رومانسية معمارية من الطابع الإنكليزي الذي يعتمد على طبيعة الأشجار والتوائها، وتركها على طبيعتها من دون التدخل لتوجيه نموها.
وتعرضت الحديقة للإهمال لفترات مختلفة ولأسباب متعددة، حيث أعيد تهيئتها سنة 2005، لتفتتح رسميًا للزوار عام 2009، وتحقق اليوم أرقامًا قياسية في عدد السياح من داخل الوطن وخارجه تتعدى 25 ألفًا يوميًا ومليوني زائر في عام 2022.
تاريخ حديقة التجارب الحامة
ويشرح المدير العام لحديقة التجارب الحامة عبد الكريم بولحية أن الحديقة أنشئت سنة 1838 على خليج الجزائر العاصمة، لافتًا إلى أنها مفتوحة على البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشمالية ومحمية بالتلة التي يتواجد عليها مقام شهيد، وكذلك متحف الفنون الجميلة من الجهة الجنوبية.
وأضاف أن هذا الموقع يسمح بدخول التيارات الهوائية الرطبة والباردة من ناحية الشمال مما يعطيها مناخًا خاصًا رطبًا وباردًا، وكذلك هي محمية من الجهة الجنوبية بالتلة التي تمنع دخول التيارات الهوائية الساخنة.
وتابع أن الحديقة تتميز بأنواع نباتية مختلفة تم استقدامها من القارات الخمس، وهي أغلبها نباتات معمرة وخارجية تم استقطابها إلى الحديقة للقيام بتجربتها ودراسة مدى تأقلمها مع المناخ الجزائري.
ولفت بولحية إلى أن القائمين على الحديقة يحافظون على الأنواع النباتية المختلفة، ويستقبلون في الوقت نفسه أعدادًا كبيرة من الزوار، الأمر الذي اعتبره مهمة شاقة ولكن غير مستحيلة، حسب تعبيره.
وأوضح أن القائمين على الحديقة يحرصون على الجانب الأمني للزوار وتأمينهم خلال زيارتهم، والحفاظ على النظافة والتي تعتبر مهمة شاقة على عاتق عمال الحديقة، مشيرًا إلى وجود موظفين مختصين باستقبال وتوجيه الزوار تفاديًا لأي تجاوزات قد تحدث، بالإضافة إلى وجود فرق مختصة تقوم بعملية الصيانة والحفاظ على النباتات.
