العناق ليس رفاهية يتوق إليها الإنسان من وقت إلى آخر، بل هو حاجة نفسية عميقة، حيث أثبتت دراسات أهمية العناق للحفاظ على حياة سعيدة وصحة سليمة.
والعناق، هو حركة يقوم بها الأشخاص للتعبير عن مشاعرهم ومواساتهم في الأفراح والأتراح دون الحاجة للكلمات، فالعناق قادرٌ على إيصال الحب والتضامن.
لكن ما تضيفه إحدى الدراسات التي نشرها موقع "جيو" الألماني، هو وتأثير الحالة العاطفية على طريقة العناق وذلك بعد مراقبة أكثر من 2500 حالة عناق.
وكان 2000 منهم داخل إحدى المطارات مقسّمين بين صالات المغادرة والوصول، إلى جانب 500 عناق عشوائي في الشارع.
دلالات وضعية اليد
فلفتت الدراسة إلى أن وضعية اليد تكشف السياق العاطفي للشخص، فغالبية من جرت دراستهم قاموا باستخدام اليد اليمنى للعناق وكانت مشاعرهم إما سعيدة أو سلبية، على عكس العديد ممن قاموا بالعناق بصورة محايدة.
وتعتبر الدراسة أن السبب يعود إلى تأثير الجزء الأيمن من الدماغ والذي يتحكم في الجانب الأيسر من الجسم ويعالج المشاعر الإيجابية والسلبية على حدّ سواء، وهو ما يؤدي إلى تفعيل حركة الجانب الأيسر أثناء العناق.
فوائد صحية
من جهة أخرى، للعناق فوائد كثيرة على صحة الإنسان النفسية والجسدية على حدّ سواء، حيث تؤكد إحدى الدراسات أن 20 ثانية من العناق قادرة على تخفيض مستوى الضغط ودقات القلب لدى الإنسان، فضلًا عن رفع هرمون السعادة.
لذلك، فإن معدلات العناق لدى الذين يميلون للعصبية أقلّ من أقرانهم.
حاجة فيزيولوجية
ومن اسطنبول، تتحدث الاستشارية والمعالجة في الطب النفسي تحرير صافي عن أن العناق هو حاجة فيزيولوجية مهمة جدًا للكائنات الحية عامة، ولدى الإنسان خصوصًا هو حاجة للشعور بالأمان والنمو الطبيعي.
وتشرح صافي أن العلاقة بين العناق والراحة النفسية تتمثل أولًا باحتضان الجنين من قبل رحم والدته، بعدها احتضانه داخل الأسرة وبين الأقران، وهذا أمر مهم جدًا لعملية النمو وتغذية الدماغ بشكل صحيح.
وعن فوائد العناق الإيجابية على الحالة الجسدية، تقول المعالجة في الطب النفسي لـ"العربي" أن هذه الحركة تغذي هرمونات السعادة بالجسم أهمها الدوبامين، ما يسهم في خفض الشعور بالقلق والتوتر.
لغة الدماغ
كما توضح صافي: "العناق له علاقة بالحواس فشعور الإنسان باللمس يترجم من خلال الدماغ بعملية الاحتضان، وحاجته، ولذلك اهتمت العديد من الدراسات بموضوع شعور الإنسان بالوحدة الذي تبين أنه نابع من فقدان العناق وهو أمر قد يؤدي إلى بعض الأمراض والاضطرابات النفسية".
لذلك، ترى الاختصاصية أن موضوع اليد اليمنى واليسرى "لا يهمّ" على قدر أهمية العناق نفسه.
كذلك، تتطرق صافي إلى أنه كلما كان الشخص أقرب كانت دلالات العناق أقوى مقارنة مع الغرباء لأن هذه الحركة تكون مفهومة أكثر إن كانت من قبل المقربين، ولها دلالة واضحة.
