لم تعد الصحة النفسية للآباء رفاهية، بعدما كشفت جمعية طب الأطفال الكندية عن ارتباط الاكتئاب الحاد بين الآباء بمشكلات عاطفية وسلوكية عند الآباء الذين ينتظرون ولادة طفلهم.
وعرضت استنتاجات الدراسة للتحديات النفسية والمشاعر السلبية والمخاوف المتعلقة بدور الأبوة في المرة الأولى، وعلى رأسها اتباع الآباء أساليب الإنكار أو الهروب مثل العمل لساعات أطول للتكيف مع التوتر.
وبعد القلق والاكتئاب يأتي تدني تقدير الذات وشعور الأب بعدم كفاءته عند رعايته للرضيع وخوفه من المستقبل المجهول والافتقار إلى دعم الأسرة.
مسؤولية اقتصادية
وفي هذا الإطار، قال الاستشاري في الطب النفسي سامي عويضة: إن مسؤولية الأب تختلف في المجتمعات العربية عن الغربية، لأن العامل الثقافي له دور أساسي، حيث أن في المجتمعات العربية عند قدوم المولود الكل يشعر بالفرحة ويساهم المجتمع بتوفير الدعم، بينما في الغرب تعتبر تجربة جديدة ومن الصعب التكيف معها.
وأضاف عويضة في حديث إلى "العربي" من غزة: أن هناك إحصائيات كثيرة حول دفع الأزواج الذي يفتقرون القدرة على الإنجاب مبالغ طائلة للعلاج من إشكاليات العقم أو غيرها بهدف إنجاب الطفل.
واعتبر عويضة، أن المشكلة الرئيسية ليس فقط بتحمل المسؤولية، بل الافتقار إلى العامل المادي وهو الذي يقلق الرجل، حول التغطية المادية للأسرة.
واستدرك قائلًا: "في المجتمعات العربية لا يعاني الرجل من الاكتئاب، لأن المرأة هي من تتحمل عبء تربية الطفل والاهتمام به، وهي تتقبل هذا الدور، وحتى إن كانت عاملة يمكنها أن تضع طفلها لدى بيت أمها أو حتى في حضانة".
وألمح عويضة، إلى أن عدم تقدير الذات هو مقدمة لأعراض الاكتئاب، ما يؤدي إلى الانعزال وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية وممارسة الحياة بشكل طبيعي.