تخطط وكالة الفضاء الصينية لإرسال مركبة فضائية للاصطدام بكويكب ودفعه إلى مدار جديد. وسيتم إطلاق المهمة الجديدة المرتقبة في غضون السنوات الأربع المقبلة، لكن الوكالة لن تحدد بعد الكويكب الذي يجب استهدافه.
وأعلن عن المهمة نائب مدير إدارة الفضاء الوطنية الصينية وو يانهوا يوم الأحد، وفقًا لما ذكرته "غلوبال تايمز".
وكان رئيس إدارة الفضاء الوطنية الصينية جانغ كي جيان قد أعلن السبت، أن بلاده ستجري مناقشات حول بناء نظام دفاعي ضد الكويكبات القريبة من الأرض.
المهمة الجديدة
وتأتي هذه المهمة باعتبارها جزءًا من جهود دفاعي كوكبي جديد سيسعى إلى تصنيف الكويكبات القريبة من الأرض ورصدها، بخاصة تلك التي قد تشكل تهديدًا لكوكبنا. كما ستشمل الجهود نظام إنذار جديد.
وتتمثل الخطة في تحديد كويكب قد يهدد الأرض وإرسال مركبة فضائية لتحطيمه وتغيير مداره في هذه العملية.
وبحسب "غلوبال تايمز"، لا يزال الوقت مبكرًا للغاية حيث تتم مراجعة المشروع ولم تتم الموافقة رسميًا عليه ككل بعد.
نظام دفاع كوكبي
ولا تعد فكرة هذه المهمة جديدة؛ ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، أشار الكتاب الأبيض الذي نشره المسؤولون الصينيون إلى وجود خطط لدراسة نظام دفاع كوكبي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استضافت الدولة مؤتمر الدفاع الكوكبي بحسب موقع "سبيس نيوز". وسيُنشئ مشروع الدفاع الكوكبي أيضًا برنامجًا لمحاكاة اصطدام الكويكبات وسيجري تدريبات على ما يجب القيام به في حالة حدوث اصطدام محتمل.
وسبق أن أجرت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية عمليات محاكاة مماثلة. ولدى ناسا مهمتها الخاصة لإعادة توجيه الكويكبات، والتي انطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني. لكن الوكالة لم تستهدف حتى الآن أي صخور فضائية يُحتمل أن تشكل خطرًا.
ويهدف اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج "دارت" التابع لوكالة ناسا إلى إنشاء قمر صغير لكويكب يسمى ديديموس. وستحاول تدمير صخرة الفضاء المسماة ديمورفوس"، خارج مسارها في 26 سبتمبر/ أيلول 2022. ويمكن أن تساعد البيانات من هذا التأثير في توجيه جهود الدفاع الكوكبي المستقبلية، فقط في حالة الحاجة إليها في المستقبل.
أكثر الصخور الفضائية رعبًًا
وتضرب كوكبنا صخور فضائية صغيرة كل يوم، لكن الصخور الأكبر هي التي تثير قلق وكالات الفضاء. وتمت فهرسة وتتبع الغالبية العظمى من الكويكبات الكبيرة (أكبر من كيلومتر واحد) في المنطقة المجاورة لنا.
ويؤكد زهير بن خلدون، رئيس الجمعية العربية الفلكية، إن الكثير من الكويكبات تشكل خطرًا على الأرض وأن هناك برامج لرصدها.
لكنه يشير في حديثه إلى "العربي" إلى أن خطورة "أبوفيس" تكمن في حجمه؛ إذ يبلغ قطره 340 مترًا. كما أنه من المتوقع أن يقترب في المرة المقبلة من الأرض بمسافة 40 ألف كيلومتر خلال دورته حول الشمس. وتعدّ هذه المسافة قريبة نوعًا ما وقد تشكل خطرًا على الأرض.
لكن احتمالية اصطدامه بالأرض ضئيلة جدًا إلى الآن، وتساوي 0.01%.
ووفق بن خلدون فقد يأتي الخطر من كويكب آخر لم يتم رصده، نظرًا إلى حجم الفضاء.
وسيمرّ "أبوفيس" مرة أخرى عام 2028 ومن ثم عام 2032. أما مروره عام 2068 فيشكل مصدر قلق للعلماء، إذ تظهر المعطيات بأنه سيقترب أكثر من الأرض.
ويقول بن خلدون إن "أبوفيس" سيمرّ عام 2068 على بعد 10 آلاف كلم. وتعد هذه المسافة قريبة جدًا.