يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد في الأردن جولته المكثفة في الشرق الأوسط، داعيًا إلى تفادي توسع نطاق العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي الأثناء، يجري وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن مباحثات موسعة تتناول تطورات الأوضاع في غزة، والكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تنتجها الحرب.
وأكد الصفدي ضرورة الوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كاف ومستدام إلى جميع مناطق غزة.
وتتناول المباحثات ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية والقدس، كما يبحث الوزيران عديد قضايا ثنائية وإقليمية، حسب بيان وزارة الخارجية الأردنية.
وكان بلينكن وصل إلى عمّان ليل السبت بعد محطتين في تركيا واليونان. ومن المقرر أن يعقد الأحد محادثات مع الملك عبد الله الثاني، ويزور أحد مراكز برنامج الأغذية العالمي في العاصمة، بحسب ما أكد مسؤول في الوفد المرافق له.
ما الذي يحمله بلينكن خلال زيارته إلى الأردن؟
وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني أن الموقف الأردني واضح منذ البداية، وأنه كان هناك إلى حد ما اختلاف في الرؤية بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية بغض النظر عن مستوى الشراكة الإستراتيجية بينهما.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أعرب المومني عن اعتقاده بأن ما يريده بلينكن هو ما يتعلق بمسألة الضفة الغربية، وإعادة إحياء أو تنشيط السلطة الوطنية الفلسطينية، والترتيبات في غزة، وهل من الممكن أن يكون للأردن دور مع الدول المعنية في الترتيبات المتعلقة فيما بعد فيما بعد الحرب على غزة.
لكن المومني أشار إلى أن ما سيسمعه بلينكن هو الأولويات الأردنية المتعلقة بضرورة إيقاف الحرب، ووقف إطلاق النار، والضغط على إسرائيل، والموقف الثابت من حل الدولتين، وأنه يجب ألا يتم تقزيم الحالة الصراعية الآن في سياق غزة، بل يجب أن يكون هنالك نظرة شمولية تتعلق بمستقبل الضفة وغزة وبالدولة الفلسطينية.
المومني أشار إلى أن الأردن واضح منذ البداية في موقفه واتخذ جملة من الخطوات سواء كانت من الإنسانية أم السياسية باتجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية وأيضًا باتجاه إسرائيل.
ومساء السبت، قال بلينكن في مطار خانيا بجزيرة كريت اليونانية: إنه "يجب علينا ضمان عدم اتساع النزاع" في غزة حيث دخلت الحرب شهرها الرابع.
وأضاف أن "أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع"، حسب قوله.
ومنذ اندلاع العدوان على غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل القصف يوميًا عبر الحدود. وزادت المخاوف من تصاعد التوتر على هذه الجبهة بعد استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بضربة جوية منسوبة لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، حسب وكالة فرانس برس.
وأعلن الحزب السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخًا باتجاه "قاعدة مراقبة جوية" في شمال إسرائيل، واضعًا ذلك في إطار "الرد الأولي" على اغتيال العاروري، فيما شنت إسرائيل بدورها سلسلة من الغارات على مناطق بجنوب لبنان.
"عدم اتساع النزاع"
وأشار بلينكن إلى أن "الكثير من المحادثات التي سنجريها خلال الأيام المقبلة مع جميع حلفائنا وشركائنا ستدور حول الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان عدم اتساع هذا النزاع".
وأشار إلى "الدور الحيوي" الذي يمكن أن تلعبه تركيا في هذا الصدد، وذلك بعد محادثاته في اسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويثير العدوان على غزة والذي دخل شهره الرابع الأحد، مخاوف من تفاقمها مع تزايد العنف ليس فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولكن أيضًا في العراق وسوريا والبحر الأحمر.
وشدّد بلينكن على "ضرورة منع توسّع النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحد من الضحايا المدنيين، والعمل من أجل سلام إقليمي دائم، والتقدّم في اتجاه إقامة دولة فلسطينية".
ويتوقع أن تكون تصوّرات "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزة، بما يشمل إعادة إعمار القطاع وإدارته، أيضًا في صلب المحادثات التي سيجريها بلينكن مع شركائه العرب الذين يؤكدون أن الأولوية هي لوقف دائم لإطلاق النار.
وبعد الأردن، يتوجه بلينكن إلى قطر التي أدت دور الوسيط في هدنة بين إسرائيل وحماس أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني أتاحت إطلاق محتجزين من غزة في مقابل أسرى فلسطينيين.
وسيختتم بلينكن يومه في أبو ظبي، قبل أن يتوجه إلى السعودية الإثنين، ثم إلى إسرائيل حيث يتوقع أن يجري محادثات أكّد أنها "لن تكون سهلة".