الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"طبول الحرب تقرع".. دول عديدة تطلب من رعاياها مغادرة أوكرانيا "فورًا"

"طبول الحرب تقرع".. دول عديدة تطلب من رعاياها مغادرة أوكرانيا "فورًا"

شارك القصة

يناقش "العربي" الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ومدى احتمالية وقوع حرب بين الطرفين (الصورة: غيتي)
طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى، كما حثت نيوزيلندا وأستراليا رعاياهما إلى مغادرة كييف على الفور.

في ظل تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة كييف، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى.

وأعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، في بيان، أنه سُمح للموظفين الذين ليس لهم أولوية قصوى بمغادرة أوكرانيا.

وذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري، الجمعة، أن رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا السفير ماتي ماسيكاس، قال في رسالة بريد إلكتروني بعثها إلى الموظفين الدبلوماسيين في البلاد: "أريد أن يغادر جميع الموظفين الأجانب أوكرانيا في أقرب وقت، باستثناء أولئك الذين لهم أولوية قصوى".

"الوضع يزداد خطورة"

كما حثت وزارة الخارجية في نيوزيلندا اليوم السبت جميع مواطنيها في أوكرانيا على المغادرة فورًا من هناك.

وقالت الوزارة في بيان إن "نيوزيلندا ليس لها تمثيل دبلوماسي في أوكرانيا، وبالتالي فإن قدرة الحكومة محدودة للغاية فيما يتعلق بتقديم مساعدة قنصلية للنيوزيلنديين في أوكرانيا".

وجاء في البيان أن "الوضع الأمني في أوكرانيا قد يتغير في غضون فترة قصيرة ويجب ألا يعتمد النيوزيلنديون على الدعم بالإجلاء في مثل هذه الظروف".

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم، المواطنين الأستراليين الذين يعيشون في أوكرانيا إلى مغادرة هذا البلد بأسرع ما يمكن قائلًا إن "الوضع هناك يزداد خطورة".

وأضاف موريسون في إفادة صحافية: "نصيحتنا واضحة، هذا وضع خطير، عليكم السعي للخروج من أوكرانيا".

وفي الساعات القليلة الماضية، طلبت بعض الدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنروج من مواطنيها مغادرة أوكرانيا "على الفور".

وجاءت هذه الدعوات، بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي غادر أستراليا اليوم السبت: إن "روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت".

"جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"

وعلى صعيد آخر، ذكرت مفوضية الاتحاد الأوروبي، في بيان، أن رئيستها أورسولا فون دير لاين، شاركت في مؤتمر عبر اتصال مرئي نظمه الرئيس الأميركي جو بايدن، حول روسيا وأوكرانيا، وحضره قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا ورومانيا وبولندا.

وأوضح البيان أن المؤتمر ناقش الرد على روسيا في حال وقوع هجوم على أوكرانيا، كما بحث الزعماء سبل التعاون في العقوبات الشديدة ضد روسيا.

وأطلعت فون دير لاين، بايدن وبقية الزعماء على الوضع الأخير فيما يتعلق بالعقوبات القطاعية والفردية.

وجددت تأكيدها على أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وقالت: إن "العقوبات ستشمل تصدير منتجات التكنولوجيا العالية بجانب قطاعي المال والطاقة".

وذكرت المفوضية أن الاتحاد الأوروبي يواصل، بالتوازي مع هذه الجهود، العمل مع شركائه لتوفير إمدادات إضافية في حالة انقطاع شحنات الطاقة من روسيا.

"ثمن باهظ"

كما حضر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الاجتماع الذي نظمه بايدن.

وبحسب بيان للحلف، جدد الزعماء المشاركون في الاجتماع، تأكيدهم أن "العدوان" الروسي المحتمل سيكون له "ثمن باهظ"، وأنهم بجانب ذلك مستعدون للحوار مع موسكو.

وقال ستولتنبرغ للزعماء: إن خطر الاشتباك في أوروبا "حقيقي". كما رحب بالتعزيزات الدفاعية الإضافية من قبل الحلفاء إلى شرق أوروبا.

وأشار إلى أن وزراء دفاع الدول الأعضاء سيناقشون الأسبوع القادم سبل تعزيز البنية الدفاعية للناتو.

"خطر حقيقي"

وفي السياق نفسه، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن ستولتنبرغ قوله: "هناك خطر حقيقي ونحن مستعدون للعديد من السيناريوهات المختلفة"، وذلك فيما يتعلق بالزيادة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وأشار ستولتنبرغ إلى أنه "بينما نستعد للأسوأ، نعمل أيضًا بقوة من أجل حل سياسي وسلمي"، مؤكدا أنه "لا يزال من الممكن لروسيا أن تتراجع عن التصعيد".

أما عن التعزيزات الأميركية المرسلة إلى المنطقة، فقد رحب ستولتنبرغ بالأمر، قائلًا إن ذلك "يرجع جزئيًا إلى أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر إلى حد بعيد، وأنها تساهم بآلاف القوات".

وتابع: "ولأنها ترسل بالطبع رسالة قوية جدًا عن التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو والأمن الأوروبي".

"طبول الحرب تقرع  بشدة"

وحول التوتر المتسارع حيال الأزمة الأوكرانية، يرى الكاتب والخبير في الشؤون الأوروبية ناجح العبيدي أن طبول الحرب تقرع بشدة وذلك استنادًا على عدة مؤشرات من بينها فشل محادثات الخميس في إطار اتفاقية "النورماندي" والتي شهدت مشاركة مسؤولين من روسيا وأوكرانيا بالإضافة لمسؤولين ألمان وفرنسيين.

ومن بين المؤشرات أيضًا حسب العبيدي، المناورات العسكرية الضخمة التي أجرتها روسيا في بيلاروسيا قرب الحدود الأوكرانية، والتي أتت بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الألمانية برلين، أن التحذيرات الأميركية أيضًا تعد مؤشرًا على قرب الحرب، مؤكدًا أن احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا قد ارتفع، لكنه أشار إلى احتمال آخر قد يتبعه الرئيس الروسي وهو سياسة الهاوية لإجبار الغرب على التنازل.

ولفت العبيدي إلى أن روسيا تواصل الضغط رغم التحركات الدبلوماسية المكوكية، والتي شارك فيها الكثير من قادة العالم، ولم تؤد إلى خفض التصعيد، مشيرًا إلى أن سياسة التلويح بالعقوبات لم تنجح حتى الآن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close